وأوضحوا لـ”اليوم“ بمناسبة اليوم العالمي للذئبة الحمراء، الموافق 10 مايو، أنه لا يوجد علاج شافٍ لمرض الذئبة الحمراء، ولكن هناك أدوية يمكن أن تساعد في السيطرة على الأعراض ومنع تلف الأعضاء.
اليوم العالمي للذئبة الحمراء
وقالت استشارية أمراض روماتيزم الأطفال بمستشفى الملك فهد الجامعي، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. متعبة العيسي: الذئبة الحمراء من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الأنسجة السليمة، وقد يشمل جميع أجهزة الجسم من الجلد والعضلات والمفاصل والقلب والرئتين والكلى وسُمي بـ«الذئبة الحمراء» لأنه يتميز بطفح جلدي مميز قد يصيب الوجه ويكون على شكل فراشه، ما يشبه العلامات البيضاء الموجودة على وجه الذئب.. ويعتقد البعض أنه حساسية من ضوء الشمس بينما قد تكون علامات تُشير إلى وجود المرض المناعي.
وأضافت ”العيسى“: الذئبة الحمراء كذلك يُسمى بالفراشة الحُماميّة، وهو اسم ألطف وأفضل للاستخدام مع الأطفال حتى لا يُثير رعبهم، ويصيب نسبة من الأطفال ويُعد من أكثر الأمراض الروماتيزمية التي نراها في الأطفال وللأسف الوعي الصّحي مُتَدني في تشخيص ومعرفة المرض بين الأهالي وبعض الأطباء، حيث أنه عندما يصيب الأطفال قد يأت بشكل تدريجي ويُعالج على أنه حاله أُخرى لذلك وجب التنبيه بالأعراض وطريقة التشخيص.
أعراض الذئبة الحمراء
تابعت: تختلف أعراض الذئبة الحمراء من طفل لآخر، لكن بعض الأعراض الشائعة تشمل طفح جلدي على الوجه، خاصة على الخدين وجسر الأنف، يشبه شكل الفراشة كما ذكرت سابِقاً كذلك آلام المفاصل والتورم والإرهاق الدائم وتدني مستوى الدراسة ويقل حماس الطفل للنشاطات البدنية على غير عادته وتكون التغيرات بطيئة قد تحدث خلال أشهر، كذلك قد يُهاجم المرض خلايا الدم ويسبب نقص في الصفائح الدموية وأنيميا حادة ونقص في خلايا الدم البيضاء، كذلك قد تكون الأعراض شديدة مثل الحُمى وطفح جلدي يُشبه الصدفية يترافق مع فقدان الشعر وتقرحات في الفم.
وقالت: يجب توعية الأهل والطاقم الطبي كالأطباء العامين وأطباء الأُسرة، أن الحالة تحتاج لِسُرعة تشخيص عند الاشتباه بها ومعرفة أنه لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص الذئبة الحمراء بشكل قاطع، لكن التشخيص يتم من خلال التاريخ الطبي للطفل وإجراء تحاليل تقيس الأجسام المضادة في الدم، ولا يوجد علاج شافٍ لمرض الذئبة الحمراء، ولكن هناك أدوية يمكن أن تساعد في السيطرة على الأعراض ومنع تلف الأعضاء، ومن المهم جداً المتابعات الدورية لفحص الأعضاء الداخلية بشكل دوري، من خلال التحاليل للتأكد من سلامة الكلى والقلب والعيون وغيرها.
أسباب الذئبة الحمراء
وأوضحت ”العيسى“ أنه يمكن السيطرة على المرض وإيصاله لمرحلة الخمول، بحيث يتابع الطفل حياته بشكل طبيعي من حيث النمو والتطور العلمي، لكن لا توجد طريقة مؤكدة لمنع الذئبة الحمراء، حيث أن مُسبباتها قد ترتبط بالجينات قبل العوامل الخارجية لكن هناك بعض الأشياء التي يمكن للوالدين القيام بها للمساعدة في تقليل خطر إصابة طفلهم، مثل حماية الطفل من أشعة الشمس عن طريق استخدام واقي الشمس وارتداء ملابس واقية، وتجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة، وعلى من لديهم تاريخ عائلي بوجود حالات الأمراض المناعية ويشكون بوجود أحد الأعراض في الطفل اصطحابه إلى طبيب الأطفال لإجراء الفحوصات، فالتشخيص المُبكر مُهم جداً.
ولفتت إلى هُناك أهالي يُنكرون وجود المرض بسبب نُدرته وعدم وعيهم بوجوده فيرفضون البدء بالعلاج ولا يستمرون بالمُتابعة حتى تتدهور حالة الطفل ويتأخر علاجه ونضطر لبدء علاجات بيولوجية للسيطرة على نشاط المرض والمحافظة على أعضاء الطفل الداخلية.
النساء الأكثر إصابة
قالت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبد الرحمن، د. عائشة العصيل: مرض الذئبة الحمراء يتم تشخيصه بين سن 15 إلى 44 عامًا في أغلب الأحيان ويستمر لبقية حياة الشخص. وهو أكثر شيوعاً عند النساء وحوالي 90% من المصابين بالمرض من الإناث، بينما يتم تشخيص 10% فقط من الرجال به.
وأوضحت: يجب على المرضى الحرص على تناول الأدوية بانتظام وعدم الانقطاع عنها إلا بموافقة الطبيب المعالج حتى لا تحدث انتكاسة تؤدي إلى التنويم ومضاعفات، كما ننوه بعدم الاستماع إلى بائعين الوهم من الخلطات الشعبية والذين يدعون بأنها تشفي مع ذكر قصص وهمية أبطالها توفوا في المستشفى.
اختتمت: كذلك نشجع على ممارسة الرياضة وفقًا لتوصيات فريق عمل دولي، يجب على الأفراد المصابين بمرض الذئبة الحمراء ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من الأنشطة أسبوعيًا، فقد ثبت أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية، ما يقلل من خطر الاكتئاب والقلق، وهي أمراض مصاحبة شائعة بين الأفراد المصابين بمرض الذئبة الحمراء.
