وأشار إلى أن للملكة عددًا من الجهود الوطنية في ذلك الجانب، وفي مقدمتها موافقة مجلس الوزراء على إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مبيناً أنه سيتم الاحتفاء قريبًا بإطارنا الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في جنيف خلال منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات، ويعد ذلك اعترافاً جديداً بالتزام المملكة وحرصها الدائم بتطبيق هذه الأخلاقيات على مستوى العالم.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معاليه اليوم، خلال افتتاح أعمال جلسة المشاورات الدولية حول الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي، التي نظمتها “سدايا” بالتعاون مع الهيئة الاستشارية للذكاء الاصطناعي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، بحضور مدير عام منظمة الإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك، وعدد من خبراء حوكمة الذكاء الاصطناعي بالعالم، وذلك بمقر الهيئة بمدينة الرياض.
وأعرب الدكتور الغامدي، عن ترحيبه بأعضاء الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى للذكاء الاصطناعي من أصحاب المصلحة المتعددين، التي أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العام الماضي، لمعالجة قضايا الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن هذه الجلسة بادرة تمهيدية لانعقاد النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المقرر عقدها في الرياض في شهر سبتمبر المقبل.
حوكمة الذكاء الاصطناعي
وقال: بينما نمضي قُدماً في مبادراتنا الطموحة في الذكاء الاصطناعي الأخلاقي نستلهم كلمات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – ” أدعو هنا كافة الحالمين والمبدعين والمستثمرين وقادة الرأي للانضمام لنا هنا في المملكة لنحقق معاً هذا الطموح ونبنيَ نموذجاً رائداً لإطلاق قيمة البيانات والذكاء الاصطناعي لبناء اقتصادات المعرفة والارتقاء بأجيالنا الحاضرة والقادمة”، مببنًا أنه يمكن الاستفادة من هذه الفرصة لتشكيل رؤى متوافقة، وبناء جسور التفاهم، وإرساء الأساس لإطار عالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي يتسم بالإنصاف والفاعلية.
وأضاف أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تُعدّ منصة عالمية تجمع قادة وخبراء الذكاء الاصطناعي من جميع أنحاء العالم لتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، مفيدًا أن هذا اليوم يمثل خطوة مهمة نحو تشكيل مستقبل حوكمة الذكاء الاصطناعي، حيث نستضيف أحد أكبر جلسات التشاور الدولية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة التي يمثلها خبراء 53 دولة من مختلف قارات العالم؛ لتبادل وجهات النظر حول التقرير المبدئي للهيئة الاستشارية بشأن الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يجلب تحديات معقدة تلعب دوراً حاسماً في أمننا وخصوصيتنا وعملنا ومعاييرنا الثقافية، “واستجابة لذلك، تتحد الحكومات والشركات والمنظمات الدولية لتعزيز الوعي وصياغة أطر حوكمة قوية للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن المملكة ملتزمة بتسخير قوة الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي”.
رؤية مستقبلية
من جهته أكد معالي مدير عام منظمة الإيسيسكو الدكتور سالم المالك أن الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، وهذه النقلة النوعية ليست مجرد احتمالية بعيدة بل واقعاً يتكَشَّفُ أمامنا، وهو ما يفرض اعتماد نهج استباقي وتكاملي وذو رؤية مستقبلية لإدارة هذا التحول، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح حاضِراً في كل مكان، حيث إن 77% من الأجهزة التي نستخدمها في حاضرنا تحتوي شكلاً من أشكال الذكاء الاصطناعي.
وبين أنه في ظلِّ النمو المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تواجهنا آثارٌ أخلاقيةٌ وقانونيةٌ ومجتمعيةٌ معقدة؛ مما يستدعي الحاجةَ المُلحَّةَ إلى حوكمة فعالة للذكاء الاصطناعي، مبينًا أن الإيسيسكو تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي بشكل سلس في خطط العمل والبرامج التنفيذية للمنظمة على امتداد دولها الأعضاء وأولت الأهمية القصوى للأبعاد الاستراتيجية والحوكمة والأخلاقيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ليحصد منافعها جميع الدول الأعضاء.
ودعا إلى اغتنام فرصةَ انعقاد جلسة المشاورات هذه ليتم التأكيد من جديد على التزام الجميع بمستقبل لا يكون فيه الذكاء الاصطناعي مجرد قوة للتغيير، بل أداة للتمكين والنهوض بالأجيال القادمة.
وشارك في جلسة المشاورات الدولية أعضاء الهيئة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة، ومعالي مدير عام منظمة الإيسيسكو، وعدد من المسؤولين عن حوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي، وكبار المتخصصين في الشركات الرائدة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنية، وعدد من المهتمين بهذا المجال من مختلف دول العالم.
تقدم الذكاء الاصطناعي
وناقش المشاركون تقرير الأمم المتحدة حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، عكست حواراتهم الرغبة في تعزيز الحوار والتفاعل بين الجهات المعنية بهذا الشأن لضمان أن السياسات والتدابير المتخذة تعكس احتياجات وتطلعات المجتمع الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وسعت جلسة المشاورات إلى تعزيز حوار متعدد الأوجه حول إشراك الذكاء الاصطناعي في المجتمع، وضمان أن تكون السياسات مدعومة بأحدث الأبحاث والرؤى العملية عبر استعراض موضوعات: الاختلافات التعليمية وفجوة المهارات في الذكاء الاصطناعي، والقيود على الموارد ورؤوس الأموال لرواد الأعمال الشباب، وأمن البيانات، وإدارة وتنظيم الذكاء الاصطناعي إلى جانب تشكيل أبعاد الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وذلك بما يتماشى مع الرؤية الشاملة وأهداف القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة التي تعمل بصفتها منصة عالمية لأصحاب المصلحة الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما تناول المشاركون في حلقات النقاش المصاحبة للجلسة التشاورية موضوعات استكشاف الفرص والعوامل الممكّنة في التعامل مع التحديات والعقبات في تقدم الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، وتبادل وجهات النظر حول المشهد العصري للذكاء الاصطناعي الذي يتسم بالتطور السريع.
وتعد جلسة المشاورات واحدة من الجهود الدولية التي تقودها “سدايا”؛ لتعزيز مكانة المملكة المتميزة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي بالتزامن مع إعلانها مؤخراً عن تنظيم القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي – حفظه الله – خلال الفترة من 10 – 12 سبتمبر المقبل بمدينة الرياض.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.