صناديق توصيل الطعام قد تسبب التسمم الغذائي

صناديق توصيل الطعام قد تسبب التسمم الغذائي


حذر مختصون في سلامة الغذاء، من احتمالية تسبب صناديق توصيل الطلبات في حالات تسمم غذائي، في ظل الانتشار المتزايد لخدمات توصيل الوجبات الجاهزة عبر التطبيقات الإلكترونية.
وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم” أن عدم الالتزام بمعايير النظافة والتعقيم اللازمة لصناديق التوصيل، بالإضافة إلى عدم ضبط درجات الحرارة المناسبة أثناء النقل، قد يؤدي إلى تكاثر البكتيريا والجراثيم في الطعام، ما يزيد من خطر التسمم الغذائي للمستهلكين.

مخاطر صحية

كشفت الأستاذ المساعد في قسم الغذاء والتغذية بجامعة الملك عبدالعزيز د. سارة سمير عقاد، عن المخاطر الصحية المتزايدة التي قد تصاحب انتشار استخدام تطبيقات توصيل الطعام في المملكة العربية السعودية، خاصة في ظل الظروف الجوية القاسية وارتفاع درجات الحرارة.

د. سارة عقاد

وأوضحت أن هناك بكتيريا شائعة قد تنمو في درجات حرارة مرتفعة وتسبب التسمم الغذائي، مثل السالمونيلا (Salmonella) التي تنمو بسرعة في درجات حرارة تتراوح بين 7-46 درجة مئوية، والشيغيلا (Shigella) التي تنمو في درجات حرارة مرتفعة مسببة التهاب الأمعاء والإسهال الحاد، والإيكولاي (E. coli) التي تتكيف بعض سلالاتها مع درجات حرارة عالية.
واقترحت عدة إجراءات لضمان سلامة الغذاء في عمليات التوصيل، منها تدريب سائقي التوصيل على معايير النظافة والسلامة الغذائية، ووضع اشتراطات لقبول الموظفين، وتحسين ظروف الحفظ باستخدام حاويات مبردة ومعزولة للحفاظ على درجة حرارة الطعام خلال عملية التوصيل.
وإجراء فحوصات دورية على المطابخ والدراجات النارية والعاملين للتأكد من الامتثال للمعايير الصحية، ومنح بطاقات تثبت امتثالهم للمعايير.
بالإضافة إلى تعزيز نظام الإبلاغ بتفعيل نظام الإبلاغ الفوري عن أي مشاكل تتعلق بسلامة الغذاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة، والإبلاغ عن أي فساد يضر بصحة المواطنين والمقيمين.
وأكدت عقاد، أن تحقيق التوازن بين الراحة والسلامة هو أمر حاسم، فتطبيقات توصيل الطعام يمكن أن تكون مفيدة جدًا، ولكن بشرط الالتزام بأعلى معايير الصحة والسلامة لضمان استمرارية الخدمة وحماية صحة المستهلكين.

مختصون: صناديق توصيل الطعام قد تسبب التسمم الغذائي- مشاع إبداعي

مواد صناعة صناديق التوصيل

وأشارت المختصة في سلامة الغذاء فاطمة فتح الله، إلى أن بعض المواد المستخدمة في صناعة صناديق التوصيل قد تتفاعل مع الطعام، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة، ما يزيد من احتمالية تلوث الطعام بمواد ضارة.
ودعت الجهات المعنية إلى تشديد الرقابة على شركات توصيل الطلبات، والتأكد من التزامها بمعايير السلامة والجودة في جميع مراحل التوصيل، حفاظًا على صحة وسلامة المستهلكين.
وقالت فتح الله، إن صناديق التوصيل للطلبات الخارجية يجب أن تكون معزولة عن المحيط الخارجي بشكل كامل، وتكون في نفس الوقت معزولة عن حرارة الأجواء الخارجية، وتحتفظ بالحرارة والبرودة.

ونصحت المستهلكين بضرورة التأكد من نظافة صناديق التوصيل قبل استلام الطلب، والتحقق من سلامة العبوات وعدم وجود أي تلف بها، والتأكد من أن الطعام لا يزال ساخنًا في حالة الوجبات الساخنة، أو باردًا في حالة الوجبات الباردة.
ودعت المستهلكين إلى الإبلاغ عن أي مخالفات أو شكاوى تتعلق بسلامة الغذاء عبر القنوات الرسمية، للمساهمة في ضمان سلامة وجودة الأغذية المتداولة في السوق.

درجات الحرارة ومدة التوصيل

وقالت استشارية التغذية الإكلينيكية د. شوق العشملي: “تشهد خدمات توصيل الغذاء إقبالًا كبيرًا لتوفيرها الراحة والسرعة في الحصول على الوجبات، ومع ذلك، تواجه هذه الخدمات تحديات صحية قد تؤثر على سلامة وجودة الغذاء، ما يشكل خطرًا على صحة المستهلكين.”
وأشارت إلى أن “درجات الحرارة تعد أحد أهم العوامل التي تؤثر على سلامة الغذاء، فإذا لم يتم حفظ الطعام الساخن في درجات حرارة تتراوح بين 60 درجة مئوية وما فوق، أو الطعام البارد في درجات حرارة أقل من 5 درجات مئوية، فقد يؤدي ذلك إلى نمو البكتيريا الضارة مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية، والتي قد تسبب أمراضًا خطيرة”.

175

د شوق العشملي

وأضافت: “مدة التوصيل الطويلة التي قد تستغرق وقتًا أطول من المتوقع، خاصة في أوقات الذروة أو عند وجود مشاكل مرورية، تزيد من خطر تلوث الغذاء إذا لم يتم تخزينه بشكل مناسب”.
وأوضحت أن الطعام الذي يوصل بعد فترة طويلة من التحضير، قد يكون عرضة لنمو بكتيريا الليستيريا، التي يمكن أن تسبب عدوى خطيرة تؤدي إلى أعراض مشابهة للتسمم الغذائي، بالإضافة إلى مضاعفات خطيرة لدى النساء الحوامل وكبار السن
وشددت العشملي، على “أهمية التزام العاملين في مجال توصيل الغذاء بالاشتراطات الصحية، كونها أمرًا حيويًا، ومنها غسل اليدين، استخدام الأدوات النظيفة، وارتداء القفازات والكمامات، والتأكد من نظافة أماكن نقل الأطعمة حتى وصولها للمستهلك”.




اكتشاف المزيد من موقع UZ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *