شجرة “الباوباب”.. شاهدة على رحلة الحجاج الأفارقة منذ 150 عامًا
تقف شجرة “الباوباب” المعمرة التي يتجاوز عمرها 150 عامًا، محاذية لأسوار جدة التاريخية وبابها الشامي، لتجسد أثرًا لقوافل الرحمن من ضيوف بيت الله الحرام، راوية وشاهدة قصة إنسان قدم للحج قبل ما يزيد على 150 عامًا، حاملًا بيده فسلة من أشجار غرب السودان ليغرسها في أرض بلاد الحرمين الشرفين فرحًا بوصوله، لتبقى له أثرًا جميلًا وأجرًا دائمًا.
يبلغ قطر جذع شجرة “الباوباب” المعمرة ما يقارب 10 أمتار، وأغصانها ممتدة لتشكل ظلًا ظليلًا لعابري السبيل، ومتنفسًا للأهالي والزوار وعلمًا للمكان، لتسرد فصلًا من فصول حياة هذه الشجرة المعمرة، التي تبدو للقادم إليها كأنها أسطورة بيئية خالدة.
فهي تنمو بارتفاعات عالية في سهول السافانا الإفريقية، وتصل أطوالها إلى ما يقارب 100 قدم.
شجرة إفريقية استوائية
أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة مكة المكرمة بالإنابة م. وليد بن إبراهيم آل دغيس، أن الاسم الشائع لهذه الشجرة محليًا هو “الحبحبوه”، ولها ثمرة بشكل صدفي كمثري تحتوي على بذور سوداء تغلفها مادة بيضاء جافة جدًا، تستخدم مسحوقة، ولها طعم حامض نوعًا ما.
وأشار إلى أن هذه الشجرة لها عدة مسميات عرفت بها، منها: “التبلدي”، و”البوحباب” و”الباوباب”، أما الاسم العلمي لها فتعرف بي “Adansonia” أو “baobab”.
وأضاف أن هذه الشجرة في الأصل تنمو في المناطق الاستوائية، وفي أماكن معينة في قارة إفريقيا، تشمل جنوب إفريقيا وبوتسوانا وموزمبيق ومدغشقر وغرب السودان، وتمثل أهمية كبيرة للحفاظ على التوازن البيئي.
أقدم الأشجار المعمرة
تُعد الشجرة أحد أهم وأقدم الأشجار المعمرة الموجودة على سطح الأرض، تمتاز باحتوائها على العديد من الفوائد الصحية بشكل يفوق أي مركب كيميائي، ويستفيد منها الأهالي في غرب السودان لتخزين مياه الأمطار، إذ تبلغ سعتها نحو من 10 لترات.
وتعمل أمانة جدة تعمل بالتعاون مع فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة مكة المكرمة، على الحفاظ على هذه الشجرة العملاقة بتدوين تاريخها وحكايتها عبر إعادة إحياء “حي البغدادية”، في إطار الإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، للحفاظ على مثل هذه الأشجار الراسخة والمعمرة التي تعزز الأمن والتوازن البيئي.
