صحة وتغذية

كيّ تكون أصغر سنًا.. هذا ما تفعله المسطحات الخضراء بالصحة العامة


البقاء بالقرب من المساحات الخضراء ليس مجرد ترفيه عن النفس، إنما أيضًا تعزيز للصحة، وهذا ما ذكرته العديد من الدراسات وآخرها دراسة أجراها فريق إسباني أمريكي.
أظهرت دراسة جديدة أن الوصول إلى المتنزهات والحدائق المجتمعية في منطقتك يمكن أن يبطئ الشيخوخة البيولوجية .
مؤخرًا قال التقرير السنوي الثاني الصادر عن الاتحاد العالمي لرصد المياه، إن عام 2023 إن قوة الغطاء النباتي، أو “الخضرة”، في السعودية هي الأعلى أيضًا منذ عام 2001، حيث وصلت إلى مستوى قياسي في عام 2023: أعلى بنسبة 8٪ تقريبًا من المتوسط بين عامي (2001-2023).
وقال التقرير إن الخضرة منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلادن وذلك كان واضحًا على نحو خاص في المناطق الممتدة على طول الساحل الجنوبي للبحر الأحمر.

القرب من المسحات الخضراء

وجد فريق بحث إسباني وأمريكي مشترك أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء هم في المتوسط أصغر سنا بيولوجيا بـ 2.5 سنة من أولئك الذين لا يفعلون ذلك، بحسب ما ذكره موقع شبكة “يورو نيوز”.
وقال كيزو كيم، المؤلف الرئيسي للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في كلية فاينبرج للطب بجامعة نورث وسترن: “إن العيش بالقرب من المزيد من المساحات الخضراء يمكن أن يساعدك على أن تكون”.
وأضاف: نعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها لها آثار كبيرة على التخطيط الحضري من حيث توسيع البنية التحتية الخضراء لتعزيز الصحة العامة وتقليل الفوارق الصحية.”

الاهتمام بالغطاء النباتي أمر ضروري لتعزيز الصحة العامة (اليوم)


الدراسة الجديدة عملت بشكل موسع على معرفة تأثير الحدائق على العمر البيولوجي.
وقام الفريق بتحليل نوع من التعديل الكيميائي للحمض النووي يعرف باسم “الميثيل”، والذي يعد عملية كيميائية تحدث في حمضنا النووي.
وتوصل الفريق إلى أن أنماط معينة من مثيلة الحمض النووي تميل إلى التغير مع تقدمنا في العمر، ويمكن استخدام هذه التغييرات لتقدير العمر البيولوجي للشخص على المستوى الجزيئي – وهو ما يعرف باسم “الساعة اللاجينية.
من خلال التحقق من هذه الساعة، يمكن للعلماء التنبؤ باحتمالية إصابة شخص ما بنوبة قلبية أو سرطان أو تدهور إدراكي.

زيارة الحديقة والساعة الجينية

قام الدكتور كيم وفريقه بتحليل عناوين منازل 924 شخصًا في أربع مدن أمريكية على مدار 20 عامًا – من عام 1986 إلى عام 2006 – لتحديد مدى قربهم من النباتات والحدائق العامة.
وقاموا بربط هذه البيانات بعينات الدم المأخوذة خلال نفس الفترة الزمنية، مع التحكم في المتغيرات الأخرى مثل التعليم والدخل وعوامل الخطر مثل التدخين.
النتائج كانت صادمة، عاشت مجموعة واحدة من المشاركين في عناوين محاطة بغطاء أخضر بنسبة 20% ضمن دائرة نصف قطرها 5 كيلومترات، وكان عمرهم البيولوجي أكبر بحوالي 2.5 سنة من أولئك الذين كانت منازلهم محاطة بغطاء أخضر بنسبة 30% .
وقالوا إن العدد الأكبر من التفاعلات الاجتماعية وزيادة التمارين البدنية هي المسؤولة جزئيًا عن هذا التفاوت في العمر البيولوجي.
ووفقا لمؤلفي الدراسة، فإن العلاقة بين الشيخوخة اللاجينية والمساحات الخضراء كانت أقوى لدى الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء المحرومة.

تناول الأدوية

وفقا لدراسة فنلندية نشرت في يناير من العام الماضي، فإن زيارة المساحات الخضراء تقلل من فرص اضطرار سكان المدينة إلى تناول أدوية الربو أو ارتفاع ضغط الدم بمقدار الثلث والربع على التوالي.
كما أن التردد على الحديقة يمكن أن يقلل بشكل كبير من استخدام أدوية الصحة العقلية، مما يؤدي إلى انخفاضها بنسبة 33 في المائة، بحسب “يورو نيوز”.
وقالت الدكتورة ميريام شندلر، المحاضرة في الجغرافيا البشرية بجامعة فيكتوريا في ولنجتون: “توفر هذه الدراسة رؤى قيمة يجب على المخططين الحضريين وصناع القرار أن يأخذوها في الاعتبار، خاصة في المناقشات الجارية حول استراتيجيات الإسكان”.
وأكدت أن القرب من المساحات الخضراء هو المفتاح لكشف آثارها الصحية، بما في ذلك القدرة على إبطاء الشيخوخة اللاجينية.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى