تمتاز قرية ذي عين الأثرية بالمخواة بمنطقة الباحة بوجود عين ماء عذبة جارية طوال العام انبجست من الواجهة الشرقية من القرية التراثية تحديداً وتمتد حتى آخر الوادي الذي يحتضن عددًا من المزارع التي تشتهر بأنواع الرياحين والموز والكادي وبساتين اللوز.
وتحدث عضو جمعية التراث العمراني بالمملكة يحيى حسين عارف قائلاً: “وهب الله أبناء قرية ذي عين الأثرية بعين ماء جارية عذبة انبجست من الواجهة الشرقية من القرية التراثية تحديداً على لسان أهالي القرية من (القُلّة) وهي عبارة عن ثلاث صغيرة تتراوح ما بين المترين والثلاثة أمتار ومسقوفة بشرائح ضخمة من الحجارة إذا تتدفق العين من مكانين أحدهما فتحة صغيرة من أسفل الجبل بما مقداره 20 سم والجزء الآخر من تحت حجر كنصاب القبر”.
أخبار متعلقة
قرية ذي عين الأثرية
أضاف، أن مياه العين تسير من جدول منحوت في الصخور باتجاه الوجهات الزراعية عبر ما يسمى بالحامل، تسقي جميع الوجهات بقانون الماء المتعارف عليه عند الأهالي ( الأطواف) وهو نظام تقني مستدام حتى الوقت الحاضر.
ويتحدث كبار السن أن الأوائل كانوا يصنعون حبالاً تفتل من نوع خاص من ألياف الشجر وتدهن ببعض المواد الدهنية بمقدار ثم يُعقّد ذلك الفتيل لعقد حسب كبر مساحة كل مزرعة فتشعل في رأسه النار حتى تعلق فتسري النار في الحبل فإذا وصلت النار إلى العقدة الأولى عُرِفَ أنه مضى من الوقت ساعة ثم تنتقل إلى المزرعة الأخرى.
الساعة الرملية
وجدت الساعة الرملية في نقش في جنبات القرية، ومع مرور الوقت أصبحوا يسقون مزارعهم من خلال توقيت النجوم ( الثريا فالأذرع اليماني فالشمالي فالنثرة ثم الطرف فالمرزم ) وحالياً بعد ظهور الساعة يتم استخدام الساعة حيث يتم خلال 24 ساعة سُقى مجموعة من الوجهات الزراعية من خلال قانون يسمى الأطواف وعددها 12 طوفاً وهي “طوف الجهلان، طوف السّعيد، طوف أبو قعود، طوف الظواهر، طوف الخضران، طوف بلاد الحسين، طوف قطاع عجارم، طوف الغمّاس، طوف العُليا ،طوف ركيب النخلة، طوف المحفوظ، طوف السد الأسفل”.
وما يشد زوار القرية مجرى العين على مسافة تزيد عن 50 م قبل الوصول إلى بداية المزارع، ويعد مصدر ماء جار على مدار العام حيث قام الأهالي بعمل قناة ذات منسوب متوازن يحافظ على انسياب الماء بشكل متوازن حتى بداية المزارع، وتم إنشاء شلالين أحدهما صغير بارتفاع المتر والنصف يضفي على المكان رونقا خاصا وطبيعة ساحرة.
وقام أهالي قرية ذي عين الأثرية ببناء مسطبة من الحجارة تمر المياه الجارية من جوارها في تصميم معماري فني رائع كانت ملتقى للأهالي يعقدون الاجتماعات لحل مشاكل المزارع و القرية، واليوم مكان لزوار القرية للاستمتاع بمشاهدة الماء المتدفق الذي يشكل مشهداً ساحراً ومهيباً يأسر القلوب ويدهش العقول.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.