وتقع المحمية في الجزء الشمالي الغربي من محافظة المخواة على بعد 20 كم تقريباً، وتعد امتداداً لجبال السروات التي تصل في علوها إلى حوالي 2200م فوق سطح البحر في أعلى نقطة عند مصلى إبراهيم، وتنخفض إلى حوالي 500م فوق سطح البحر عند وادي مليل.
أخبار متعلقة
وتمثل محمية جبل شدا الأعلى ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها ضمن إقليم تهامة، إذ يرتفع الجبل بشكل حاد جداً كمرتفع جرانيتي عملاق، يمثل استمراراً غير اعتيادي لسلسلة جبال السروات، وكبروز صخري شاهق من قلب سهل تهامة، حيث نتج عن هذه الظاهرة الجيولوجية التي يعود تكوينها لمئات الملايين من السنين حالة من التميز والتفرد التشكيلي الجمالي، مع تنوع أحيائي ليس له مثيل في بقية المناطق، كما نتج عن هذه الظاهرة الطبيعية حالة فريدة من التنوع الحيوي النباتي والحيواني العالي من حيث التنوع والكثافة والندرة.
تنوع بيلوجي في جبل شدا الأعلى
كما تحتوي المحمية على نقوش أثرية ومواقع تاريخية خصوصاً منطقة شعيب الجوف وجبل مصلى إبراهيم، الذي يعود تاريخه -وفقًا لمؤرخين- إلى إبراهيم الأدهم الذي قطن المنطقة قبل مئات السنين وله موقع للعبادة في أعلى نقطة من المحمية، أما النقوش فيظن أنها تعود إلى ما قبل الميلاد دون أن يعرف بالتفصيل تاريخها أو محتواها.
وحول سكان محمية جبل شدا، فقد سكن البشر مختلف مناطق المحمية منذ آلاف السنين، كما تدل على ذلك الآثار المتواجدة في المحمية من كتابات ونقوشات، كما قطن السكان المحليون مناطق مختلفة من المحمية خلال مئات السنين السابقة، حيث ارتبط وجودهم بمستوى تحصين المنطقة طبيعياً ووفرة الموارد الطبيعية وكجزء من أسلوب الحياة المتنقل عبر فصول السنة.
أما في التاريخ الحديث، فالسكان المحليون يقطنون في حوالي عشر قرى متوزعة في المحمية تضم قرى الصقران والصور والعرباء والجوة، وتقطنها قبيلة زهران، وقرى الكبسة والسلاطين والمساعدة والملاليح وقرن الجرفة ولهن، وتقطنها قبيلة غامد، حيث كان السكان البالغ عددهم حوالي 2,500 نسمة إلى وقت قريب يعتاشون على زراعة البن الشدوي الشهير والقمح والذرة والدخن والفواكه مثل: الموز والرمان والجوافة والخوخ.
وتهدف المحمية إلى المحافظة على التنوع النباتي والحيواني الكبير الذي يمثل أعلى مستويات التنوع في المملكة، والحفاظ على القيم الجمالية للمحمية من الضرر والتخريب والتشويه، وإعادة وتوطين تأهيل مجموعة الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض مثل: النمر العربي، والوعل الجبلي، ورفع الوعي البيئي لدى فئات المجتمع المختلفة بأهمية الحياة الفطرية والمحافظة عليها، وتعزيز البحث العلمي الموجه لدراسة وفهم وإدارة مكونات المحمية المختلفة ضمن المعايير العالمية، ودعم مبادرات التنمية المحلية المستدامة وأهمها زراعة البن الشدوي وتربية النحل.
الحفاظ على المحمية
كما يتبنى المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية رؤية طموحة للنهوض بجميع المناطق المحمية التي تشرف على إدارتها؛ بهدف رفع مستواها لتلبي المعايير العالمية للإدارة الفعالة للمناطق المحمية ولتكون نموذجاً إقليمياً لبرامج المحافظة على الحياة الفطرية في المنطقة العربية؛ حيث تهدف الرؤية الجديدة إلى تعزيز دور المحمية في رفع الوعي البيئي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية وتطوير البحث العلمي الموجه للإدارة الفعالة.
ويتضمن البرنامج المستقبلي للمحمية مجموعة من البرامج المقترحة منها تعزيز برنامج الحماية والمراقبة، وبرنامج متخصص بالبحث العلمي النباتي والحيواني، وبرنامج التوعية والتعليم البيئي للمدراس والجامعات، وبرنامج لدعم مبادرات التنمية المستدامة للسكان المحليين، وبرنامج لتطوير السياحة البيئية وسياحة الطبيعة والسياحة الثقافية.
وتعد محمية جبل شدا الأعلى وجهة سياحية يقصدها العديد من الزوار من داخل المملكة وخارجها نظراً لما تتمتع به من مكونات طبيعية وصخور ونقوش ومواقع تاريخية، إلى جانب الاهتمام بزراعة مختلف المحاصيل، وخصوصاً زراعة البن الشدوي.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.