الشركة قدرت تأثير قطع هذه الكابلات على نحو 25% من حركة وخدمات الاتصالات، مما يهدد الجودة.
وتلعب المملكة دورًا هامًا في مجال الكابلات الدولية للإنترنت، إذ أعلنت شركة ضوئيات المتكاملة للاتصالات وتقنية المعلومات، الشركة التابعة للشركة السعودية للكهرباء في فبراير 2024 عن حصولها على ترخيص إنشاء محطات الإنزال وسعات الكابلات الدولية من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية “CST”.
ويأتي هذا بعد إعلان شركتا center3 المملوكة لمجموعة stc و”ميتا” في مايو 2023، عن وصول أطول كابل بحري في العالم لموقعين من مواقع الإنزال الأربعة المخطط لها في المملكة العربية السعودية، وهما مدينتا جدة وينبع، كجزء من اتحاد الكابلات البحرية Africa2 ليتوافق مع استراتيجية مجموعة stc في التوسع والنمو، والمساهمة في أن تكون المملكة مركز رقمي عالمي يربط قارات العالم الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا.
كابل Africa2
ويعد كابل Africa2 الذي يبلغ طوله أكثر من 45000 كيلومتر من أطول الكابلات البحرية التي تم إنزالها في العالم.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، ففي أغسطس عام 2022 أعلنت مجموعة stc السعودية عن إنزال كابل الاتصالات البحري الجديد “كابل الرؤية السعودي”، وهو أول كابل بحري عالي السرعة في البحر الاحمر، عبر محطة الإنزال الأولى له بجدة.
يمتد كابل الرؤية السعودي الذي استلهم اسمه من “رؤية المملكة 2030” والمملوك بالكامل لمجموعة stc على مسافة 1160 كيلومترا، وهو بمثابة أول كابل بحري عالي السعة، إذ يوفر اتصالاً سلساً ومتعدد نقاط الوصول في منطقة البحر الأحمر يصل حتى 18 تيرا بايت، بإجمالي 16 زوجاً من الألياف البصرية.
كابل الرؤية السعودي
كابل الرؤية السعودي يوفر أيضًا وصول عالي السرعة عبر حدود السعودية من خلال 4 محطات إنزال هي جدة، وينبع، وضبا، وحقل، ويرتبط بالمركز الرقمي الإقليمي MENA Hub الذي يربط بين 3 قارات مما يساهم في تعزيز الاستثمار في خدمات الاتصال الدولي ومراكز البيانات.
جهود المملكة في هذا الشأن ممتدة منذ سنوات، ففي 31 مارس 2016 دشنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في مدينة ينبع احتفالية شركة الاتصالات السعودية STC بإنزال الكيبل البحري الخامس Sea Me We 5 أحدث أنظمة الكوابل البحرية في العالم.
كما دشنت شركة الاتصالات السعودية الكيبل البحري بين المملكة والسودان في يونيو 2003م ، وفي ديمسبر 2005م دشنت الشركة خدمة الكيبل البحري القاري الرابع “SEA ME WE FOR ” للخدمة.
الكابلات البحرية للإنترنت
ترجع فكرة الكابلات البحرية للانترنت لأكثر من 150 عامًا، وهي عبارة عن مجموعة أسلاك رقيقة جدًا ومتشابكة موجودة في قاع البحار، تلبي اتصالات الإنترنت عبر القارات كلها في زمن قياسي جدًا كسرعة الضوء، يصل طولها حوالي 750،000 ميلًا وسماكتها 7 بوصات.
تُصنع هذه الكابلات من أسلاك ملفوفة بغلاف نحاسي ناقل للكهرباء للحفاظ على انتقال البيانات، ويتم عزلها بطبقات من البلاستيك والفولاذ والقطران لمقاومة بيئات المحيط المفاجئة، ليكون شكل الكابل في النهاية بحجم خرطوم حديقة سميك.
الكابلات البحرية الحديثة تتركب من 8 طبقات مختلفة صممت لحماية الجزء الأهم من الكابل ومنع الضرر الذي قد يلحق به جراء تعرضه لمؤثرات خارجية وهذه الطبقات هي غلاف من مادة البولي ايثيلين، شريط لاصق سميك، أسلاك حديدية غير قابلة للأكسدة، حاجز مضاد لتسرب الماء مصنوع من الألمنيوم، غلاف من البولي كربون وهذه المادة مقاومة للصدمات ولدرجات الحرارة المتطرفة، ماسورة من النحاس أو الألمنيوم، جل بترولي كثيف جدا، ألياف بصرية دقيقة يتم نقل الإشارات الضوئية في داخلها، وتستمر صلاحية كل كابلٍ حتى 25 عامًا.
نقل البيانات والمعلومات
وتتباين الكابلات من حيث استطاعة نقل المعلومات، فغالبًا ما تكون الكابلات الحديثة أقدر على حمل بياناتٍ أكثر من الكابلات ذات عمر 15 عامًا، مثلًا إن كبل MAREA الجديد يستطيع نقل 208 تيرابايت في الثانية.
ويعد نقل البيانات والمعلومات عبر الأسلاك البحرية أسرع بكثير من نقلها عبر الأقمار الاصطناعية، إذ تبلغ سرعة نقل المعلومات نحو 1000 ميجابايت في الثانية الواحدة وبدقة عالية خاصة بعد استخدام الألياف الضوئية في هذه الأسلاك.
ويبلغ طول هذه الكابلات مجتمعةً أكثر من 1.3 مليون كيلومتر وتنقل 95% من حركة الإنترنت حول العالم، ويصل عمقها إلى 8000 متر تحت مستوى سطح البحر أي ما يعادل ارتفاع قمة جبل ايفرست، كما تنقل 10 تريليونات دولار في المعاملات اليومية المالية كإشارات ضوئية من خلال الألياف البصرية.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.