تؤثر كل من الصحة وضغوط الحياة على ارتفاع نسبة الإصابة بالاضطرابات النفسية في المجتمع السعودي بشكل كبير، وفق ما كشفته إحصائية أُجريت مؤخرًا، تستند إلى أحدث نتائج دراسة المسح الوطني.
حيث اتضح أن هذا العامل يمثل 46% من حالات الاضطراب النفسي لدى الأفراد. وتبين أن نسبة الإصابة بنوبات الهلع تبلغ 22.9%، في حين يمثل اضطراب الساح مع أو بدون اضطراب الهلع 19%، والاكتئاب الجسيم 11.98%، والقلق الاجتماعي 11.52%.
أنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية
وأكد مختصون لـ”اليوم” هذه النتائج خلال مشاركتهم بفعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية، التي نظمتها جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل.
وأشاروا إلى أن واحدًا من كل 8 أشخاص في العالم يعاني من اضطراب نفسي، وتتضمن هذه الاضطرابات تغيرات كبيرة في التفكير والتنظيم الانفعالي والسلوك. وأوضحوا أن هناك العديد من أنواع الاضطرابات النفسية المختلفة، ولكن هناك خيارات فعالة للوقاية والعلاج.
كما أن العديد من الأشخاص لا يتمكنون من الحصول على الرعاية النفسية الفعالة، حيث يعاني حوالي 970 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من اضطرابات الصحة العقلية أو تعاطي المخدرات.
ضرورة تعزيز السلوك النفسي الصحي
وشدد المختصون في الصحة النفسية على أهمية تعزيز السلوك النفسي الصحي في المجتمع، حيث يساهم ذلك في تعزيز الصحة النفسية للأفراد. مؤكدين أن هناك العديد من الجوانب التي يمكن تعزيزها لدعم الصحة النفسية على مستوى المجتمع. ولفتوا إلى أهمية التثقيف المستمر والتوعية، والتي تتم تنظيمها سنويًا في اليوم العالمي للصحة النفسية في العاشر من أكتوبر من كل عام.
آراء الخبراء في دعم الصحة النفسية
وقالت الدكتورة عبير رشيد، مديرة مركز الإرشاد الجامعي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، لـ”اليوم”: “الاهتمام بالصحة النفسية يجب أن يكون أولوية طوال العام، حيث تُعتبر جزءًا أساسيًا من جودة الحياة”. وأكدت أهمية اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يعقد في العاشر من أكتوبر من كل عام، والذي يعزز التوعية والتثقيف في هذا الشأن.
من جانبه أشار الدكتور محمد الزهراني إلى أهمية تقدير حجم المشكلات بشكل طبيعي، وعدم تضخيمها، وذلك لتجنب استنفاد الوقت والجهد في التفكير السلبي والاهتمام بالجوانب السوداوية. وأشار إلى أنه يجب على الأفراد أن يتجنبوا البيئات المثبطة والمحبطة، وأن يتجنبوا التفكير السوداوي والانتقائية في المواقف المؤلمة.
وأكد الدكتور صالح السعيدان أهمية التغلب على الوصمة، وهي العائق الذي يمنع الأفراد من زيارة طبيب نفسي، حيث يمتلكون معلومات غير صحيحة وتجارب سلبية. وأشار إلى أن الوصول إلى الرعاية النفسية أصبح أسهل الآن من خلال المنصات عبر الإنترنت والمراكز الحكومية والخاصة.
جاء احتفال اليوم العالمي للصحة النفسية الذي نظمته بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، بمشاركة 5 جهات وهي: مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، وكلية الصحة العامة، وكلية الصيدلة الإكلينيكية، وكلية التمريض، ومركز طب الأسرة والمجتمع، وهذه الجهات تتعاون مع المركز لتقديم الخدمات النفسيّة للطلاب.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.