وصدر مرسوم ملكي في عام 1343هـ، تضمن ضرورة إنشاء مديرية الصحة العامة على أن يكون مقرها الرئيسي في مكة المكرمة.
عهد الملك عبدالعزيز
واختار الملك الموحد في وقت مبكر جدًا، 3 مناطق، لتأسيس إدارات صحية، يتم فيها مداواة الوقائع المستعجلة في أيام الحج وغيرها، وقيد الوفيات والولادات، وعلاج ضيوف الرحمن مجانًا، ومراقبة الأوضاع الصحية بشكل عام.
وتم تأسيس إدارة صحية، وتشكيلها من مدير و7 أطباء، وتشكيل المجلس الصحي للإشراف على المسائل الصحية، وتبديل المؤسسات الحاضرة بمؤسسات صالحة أو إفراغها.
وفي 10 من ذي القعدة 1344هـ، نشرت مديرية الصحة العامة بلاغًا صحيًا، يحوي تعليمات وتدابير صحية، تنفذها مصلحة الصحة العامة والجهات التي تقدم خدمات مباشرة للحجاج، وافق عليها الملك عبدالعزيز، وكان الأمير فيصل بن عبدالعزيز، نائب الملك بالحجاز، مسؤولا عن تطبيق هذه التعليمات.
وفي العام ذاته جرى تأسيس نقاط إسعاف في منى ومزدلفة وعرفات، وكانت نقطة مزدلفة تتكون من 6 خيام، و3 أزيار للماء، وما يلزم من أدوية وخدمة كافية.
كما تأسست 3 مراكز إسعاف في عرفات، ويتألف كل مركز من عشر خيام، وطبيب مع الممرضين، والخدمة اللازمة و6 أسرّة.
وأصدرت الحكومة نظام مصلحة الصحة العامة والإسعاف سنة 1345هـ، الذي كان يحوي 111 مادة، وكان صدوره نهضة حقيقية في تطوير الخدمات الصحية، وفي تنظيم إدارة الصحة وإصلاحها.
وأنشئت مراكز الصحة بين الطرق ما بين مكة وجدة، وما بين مكة والمدينة المنورة، إذ أنشأت مركزا في بحرة في منتصف الطريق بين مكة وجدة سنة 1348هـ، لتقديم المعونة والإسعافات للحجاج الذين يأتون من جدة والمدينة مشاة وركبانا، وأنشأت مستوصفا صحيا في رابغ وآخر في مسيجيد قريبا من المدينة المنورة، وأرسلت إليهما أطباء الصحة وموظفيها للعمل بهما.
وفي سنة 1364هـ أقامت مديرية الصحة مراكز جديدة بمكة وجدة، فأنشأت بمكة مستوصفًا في حي المعابدة والآخر في جرول، ومستوصفًا آخر في شارع الأمير فيصل بجدة للارتقاء بالمستوى الصحي في الحجاز.
وتعدُّ مديرية الصحة العامة من بين أوائل المديريات التي أقامها الملك عبدالعزيز عندما بدأ بتنظيم جهاز الدولة في الحجاز لأول مرة، وسعى إلى تنميتها وتطويرها، فأصدر مرسومه الملكي في شهر شعبان لعام 1370هـ، بإعادة تشكيل وزارة الداخلية وإنشاء وزارة جديدة للصحة العامة.
الملك سعود بن عبدالعزيز
ثم تابع الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله – المسيرة في تطوير الخدمات الصحية الأولية لحجاج بيت الله الحرام، ففي عام 1373 هـ، عمل على إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية وإقامة المظلات في المشاعر المقدسة التي يتواجد بها حجاج بيت الله الحرام لوقايتهم من حرارة الشمس في الصيف والأمطار في الشتاء.
وكانت وزارة الصحة تبدأ قبل موسم الحج باستعداداتها المكثفة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة.
الملك فيصل بن عبدالعزيز
استمرت تطوير الخدمات الصحية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – والعناية بأحوال الحجاج وفق الخبرات الطويلة التي اكتسبها خلال توليه شؤون الحكم في الحجاز نائباً عن والده الملك عبدالعزيز – رحمه الله -.
فشهد في عهده الحرمان الشريفان المزيد من أعمال التحسين والتوسعة والإصلاح.
الملك خالد بن عبدالعزيز
كما شهدت الخدمات الصحية المقدمة للحجاج في عهد الملك خالد – رحمه الله- 1395 هـ، نقلة نوعية في ظل حرصه على إكمال ما بدأ به والده الملك عبدالعزيز وإخوانه – رحمهم الله – في تسهيل وتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن.
وقام بالكثير من المشروعات الصحية وكان من أولها مركز أبحاث الحج وتطوير المنشآت والمشاعر المقدسة.
الملك فهد بن عبدالعزيز
أعلن الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – إطلاق لقب (خادم الحرمين الشريفين) على نفسه للدلالة على اهتمام قادة المملكة بخدمة ضيوف الرحمن.
وكان هناك تطور ملحوظ في الخدمات الصحية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام حيث ارتفع عدد المستشفيات من 10 إلى 26 مستشفى، وعدد المراكز الصحية من 38 إلى 224 مركزاً صحياً.
وبدا واضحاً في هذه الفترة مشاركة القطاعات الصحية الأخرى التابعة للجهات الحكومية في تقديم الخدمات الصحية للحجاج، والمتمثلة في وزارة الدفاع وزارة الداخلية ووزارة التعليم والحرص الوطني.
واهتم الملك فهد في الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في تقديم الخدمات الصحية المقدمة للحجاج.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز
حظيت القطاعات الصحية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – باهتمام كبير، إذ شهد عهده تطوراً ملحوظاً من خلال خطط التنمية الضخمة في المجالات كافة.
حيث تم رفع الكوادر الصحية المشاركة في خدمة الحجاج إلى 10 آلاف طبيب وممرض وفي تخصصات أخرى، كما بدأت هيئة الهلال الأحمر السعودي بإدخال فرق التدخل السريع والطيران الإسعافي التي ضمنت سرعة الوصول إلى مناطق تواجد الحجاج عبر المنافذ والمسارات والطرق والميادين وفي أصعب المواقع.
خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز
اهتمت المملكة منذ تأسيسها بصحة الإنسان وجاءت رؤية المملكة 2030 لتخصص مجموعة من الأهداف المتعلقة ببناء مجتمعٍ حيوي أساسه الصحة.
وبدأت مسيرة تحول القطاع الصحي، واضعة صحة الفرد في مقدمة أولوياتها، سواء كان مواطنًا أو مقيمًا أو ضيفًا من ضيوف الرحمن، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات التي تعنى بتطوير منظومة الصحة في المملكة وتسهيل الوصول للخدمة وتحسين جودتها وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية.
بدايةً من الحفاظ على مستوى الأمن الصحي في المملكة وتأسيس البنى التحتية الملائمة والقادرة على استيعاب جميع المواسم، ومن بينها موسم الحج الذي تتجه فيه أفئدة الملايين من جميع أنحاء العالم إلى المشاعر المقدسة.
مبادرات التحول في القطاع الصحي
انطلقت جهود تحول القطاع الصحي مع انطلاق رؤية المملكة 2030 في 2016، وتهدف إلى الارتقاء بالقطاع الصحي وتعزيز قدراته وتحسين خدماته، وتنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تسهم في الوصول إلى مجتمعٍ حيوي يحظى أفراده بحياة صحية وعامرة
وأسهمت مبادرات تحول القطاع الصحي في حصول الحجاج على الخدمات الصحية المتخصصة بيسر وسهولة، من خلال تبني أحدث التقنيات التي تسهم في وصول الخدمات الاستشارية المتخصصة افتراضيًا إلى ضيوف الرحمن دون الحاجة إلى نقلهم من المشاعر المقدسة، وفي مقدمة هذه الخدمات مستشفى صحة الافتراضي، وتطبيق “صحتي”، وغيرها من التطبيقات الإلكترونية.
وتتكامل مبادرات تحول القطاع الصحي مع جهود مختلف الجهات المعنية لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة بما يضمن حصول الحاج والمعتمر على خدمات صحية بجودة وكفاءة عالية.
هيئة الصحة العامة (وقاية)
تقوم هيئة الصحة العامة (وقاية)، بالأدوار التوعوية والوقائية من خلال تتبعها ورصدها للأمراض المعدية وغير المعدية، وتحديد الإجراءات الوقائية واللقاحات اللازمة للحجاج، وتوعيتهم بجميع الاحترازات والإرشادات الصحية للحفاظ على سلامتهم، وإصدار الأدلة الإرشادية للعاملين في الحج، بما يضمن خلو موسم الحج من تفشي الأمراض والأوبئة.
المركز الوطني لإدارة الأزمات
كما يعمل المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث على متابعة ورصد جميع الأحداث الصحية التي قد تؤثر على صحة ضيوف الرحمن، والتأكد من جاهزية القطاع الصحي -بمشيئة الله- للاستجابة لمختلف الحالات.
من خلال متابعة أداء المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في المشاعر المقدسة، عبر مركزٍ وطني للقيادة والتحكم وعلى مستويات متقدمة، وبكوادر واختصاصات متنوعة صحية وإدارية تعنى بمجال الأزمات والكوارث الصحية.
المسجدان الحرام والنبوي
أولت رؤية المملكة 2030 المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف مكانة متميزة، فوجهت بتسخير الطاقات والإمكانيات كافة لخدمة ضيوف الرحمن من خلال 25 مستشفى و156 مركزاً صحياً و180 سيارة إسعاف و 16 مركز طوارئ و30 ألفا من الطواقم الطبية للحفاظ على المكانة المرموقة للمملكة في العالم كعنوان لكرم الضيافة وحسن الوفادة وتمكين المسلمين من زيارة بيت الله الحرام في جميع المناسك.
خدمات ” الدرون” لنقل وحدت الدم
في محرم 1445هـ، نجحت وزارة الصحة بالتعاون مع مؤسسة البريد السعودي “سبل”، في تنفيذ تجارب فرضية تمت قبل الحج للعام الحالي لنقل وحدات الدم باستخدام طائرات “الدرون” في المشاعر المقدسة.
وجاء هذا النجاح “الافتراضي” ليعطي الضوء الأخضر لبدء تطبيقها فعليا في المواسم القادمة، للارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن، وتوفير منظومة رعاية طبية فائقة، تضمن الوصول السريع والأمان لجميع المصابين والحالات الطارئة والحرجة، باستخدام التقنيات الحديثة كالطائرات المسيرة “الدرونز”، ما يساعد على تخطي جميع العوائق التقليدية لتقديم الخدمات الإسعافية طبقا لمعايير سلامة نقل الدم في التوقيت المناسب.
الهلال الأحمر السعودي
تشارك هيئة الهلال الأحمر السعودي، في حج هذا العام 1445هـ، ضمن رؤية ورسالة المملكة 2030، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن في تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن في مواسم الحج وتحت شعار “يسر وطمأنينة”
وأكملت الهيئة استعداداتها لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن لموسم حج هذا العام ، بتسخير جميع إمكانياتها من القوى البشرية وأسطول خدماتها الإسعافية الأرضية والجوية، المتمثلة بسيارات الإسعاف وعربات الكوارث والاستجابة السريعة، إضافة لطائرات الإسعاف الجوي والدراجات النارية وعربات الغولف المدعمة للعملية الإسعافية الميدانية وتوظيف الجوانب التقنية في عملها الإسعافي لتقديم خدمات إسعافية ذات جودة عالية.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.