جبل شدا في الباحة.. كهوف غامضة ونقوش تحكي التاريخ

جبل شدا في الباحة.. كهوف غامضة ونقوش تحكي التاريخ


مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يبدأ السياح والزوار من داخل المملكة وخارجها في التخطيط لقضاء إجازاتهم، خاصة في الوجهات والأماكن ذات الأجواء الباردة والمعتدلة، التي تقيهم حرارة الأجواء التي يعاني منها كثيرٌ من بلدان العالم في مثل هذا الوقت من العام.
وتعدُّ منطقة الباحة من أجمل الوجهات السياحية لدى أهالي المملكة وسكان منطقة الخليج العربي، التي تستقطب السياح والزوار خلال فصل الصيف، حيث تحظى بأجواء رائعة وغابات ومناظر طبيعية خلابة.

المقومات الطبيعية والسياحية

كما تزخر بالعديد من المقومات الطبيعية والسياحية، التي جعلتها في مقدمة المناطق السياحية الأكثر جذبًا، خاصة بعد أن وضعتها الهيئة السعودية للسياحة ضمن الوجهات السبع لبرنامج “صيف السعودية” الذي أطلقته الهيئة مؤخرًا.
ويستمر حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل، ويضم أكثر من 550 تجربة سياحية مختلفة، وأكثر من 150 عرضًا خاصًا لمختلف الفئات.
وبين أشهر المعالم السياحية لمنطقة الباحة التي يحرص السياح والزوار على الاستمتاع بها، يقف جبل شدا شامخًا بقسميه الأعلى والأسفل، ومتميزًا بخصوصية طبيعية انفرد بها عن غيره من جبال الجنوب، حيث ينفرد بكهوف صخرية غامضة وتشكيلات شديدة الانحدار، تتوزع بأشكال تضاريسية مختلفة.

تصميمات صخرية بديعة

كما تتناثر على جنباته القرى الأثرية الضاربة في القدم، فتستوطن كل قرية جانبًا من الجبل، الذي كان يتخذ أهالي المنطقة من كهوفه بيوتًا ومساكنَ واستراحاتٍ ومنتجعاتٍ، ذات أبواب من خشب الزيتون والعرعر، وذات تصميمات صخرية بديعة استطاعت أن تتوحد مع الطبيعة لتخلق منحوتات صخرية فنية، رائعة الخصوصية والجمال.
يعد جبل شدا الأعلى محمية طبيعية، حيث يحتفظ بخصوصيته الفريدة ومناظره الخلابة وأجوائه الباردة المميزة وغاباته الكثيفة، وغيرها من المزايا النادرة التي تعد عوامل جذب فريدة تستقطب السياح والزوار إلى منطقة الباحة على مدار العام.
أما شدا الأسفل، فهو واحد من أهم المعالم الجغرافية والسياحية والتاريخية بالمنطقة، ويمتاز بكثرة صخوره الجرانيتية وتشكيلاته الصخرية الضخمة، وهو يعد امتدادًا لجبل شدا الأعلى من ناحيته الجنوبية، ويحوي، أيضًا، عددًا لا يحصى من الكهوف والمغارات الطبيعية، قلَّ أن يوجد لها نظير في أرجاء الأرض، والتي تشكّلت نتيجة الحركات الأرضية عبر آلاف السنين.

أقدم الرسوم الصخرية

ويكتنز عدد من تلك الكهوف رسومًا وكتابات أثرية نادرة؛ بعضها في قرى الفرع والأشراف والهُرير والدِّهنة وغيرها، ويوجد بالجبل قرية تسمى (الندبة) تضم صخرة كبيرة يزيد ارتفاعها على 200م، وتحوي عددًا كبيرًا من الرسوم؛ وأهمها رسوم كهف الإضاءة وهو كهف مكشوف يقع وسط القرية، وكهف الهرير وكهف وادي الشُّوْق وهو كهف واسع مظلم، يحتوي في داخله على لوحات حافلة برسوم ملونة لأنواع من المخلوقات.
وتعد من أقدم الرسوم الصخرية التي عُثر عليها في كهوف العالم، وتعود إلى الحقبة ما بين (2000 – 6000) سنة قبل الميلاد، وذلك استنادًا إلى تطابقها مع رسوم مشابهة لفن الكهوف في مواقع أخرى خارج الجزيرة العربية؛ مثل رسوم كهف (لاسكو) بجنوب فرنسا، ورسوم كهوف جبال (تاسيلي) التي تقع بين الحدود الليبية والجزائرية.
وتستقطب منطقة الباحة، هذه الأيام، أعدادًا كبيرة من عُشاق الطبيعة والتراث والأصالة بالمنطقة والعالم؛ للاستمتاع بوجهاتها وتجاربها المذهلة، تزامنًا مع موسم الصيف، ومع إجازات عيد الأضحى المبارك.




اكتشاف المزيد من موقع UZ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *