ويقضي الحجاج يوم التروية حتى طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة، فيتوجهون إلى جبل عرفات، ملبيين ومكبرين وذاكرين الله للوقوف على صعيده وتأدية أهم ركن من أركان الحج.
تسمية يوم التروية
تعود تسمية يوم التروية إلى أن الحجاج كانوا يشربون فيه المياه أي “يرتوون” فيه، ويحملون الرَّوَايَا إلى منى، تمهيداً للانتقال إلى عرفات.
ويقول المختص في خدمات الحج والعمرة أحمد صالح حلبي، إن الحجيج قديماً في عصور عدم توفر المياه، يخرجون بالماء إلى منى في يوم الثامن من ذي الحجة، ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج.
ولفت حلبي، إلى أن أهل مكة يبتهجون بيوم التروية، ويحرصون على إكرام الحجاج عبر خدمات السقاية، إذ يقدمون الماء مخلوط بالكادي أو ماء الورد، ويقدموه لضيوف الرحمن أثناء دخولهم مخيمات منى.
ويتجه حجاج بيت الله الحرام في يوم التروية محرمين على اختلاف نسكهم- متمتعين وقارنين ومفردين- إلى صعيد منى اقتداءً بسنة المصطفى صل الله عليه وسلم.
ويستحب التوجه قبل الزوال- أي قبل الظهر- فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية وبدون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكة المكرمة وغيرهم، والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية.
إتمام مناسك الحج
ومن الأعمال في هذا اليوم أن الحاجّ المُتمتع يستحب أن يُحرم من مسكنه في ضُحى يوم التروية، وكذلك الأمر لِمن أراد أداء فريضة الحجّ من أهل مكّة المكرّمة.
فعن جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: (أمرنا النبيُّ -صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ- لمّا أحلَلْنا أن نُحرمَ إذا توجَّهنا إلى مِنى، قال: فأهلَلْنا من الأبطحِ)، أما الحاج القارن والحاج المفرد اللذان لم يتحلّلا من الإحرام فيبقيان على إحرامهما.
ويغتسل الحاج في يوم التروية ثم يتطيّب، وبما قام به من أعمال عند إحرامه من الميقات، وعقد النيّة بالقلب، وترديد التلبية بقول: (لبَّيْكَ حجّاً).
وإن كان الحاجّ خائفاً من عائقٍ يمنعه من إتمام مناسك الحجّ، فإنّه يقول: (فإن حبَسَني حابس، فمحِلّي حيث حبَسْتني)، وإذا كان الحاجّ يحجّ عن غيره ينوي بقلبه، ثمّ يقول: (لبَّيْكَ حجّاً عن فلانٍ، أو عن فلانة )، ثمّ يستمرّ في التلبية قائلاً: (لبَّيْكَ اللَّهم لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريك لك لبَّيْكَ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.