وأوضح مختصون لـ “اليوم” بأن الوقاية من حرائق المنازل تتطلب فحصًا دوريًا للتمديدات الكهربائية وتجنب تحميل الأسلاك بأكثر من طاقتها، بالإضافة إلى إطفاء الأجهزة عند مغادرة المنزل، وفيما يخص المركبات، يعد توفر مطفأة حريق والتأكد من صيانة المركبة بانتظام أمرًا حيويًا، مع أهمية عدم وضع مواد قابلة للاشتعال أثناء ساعات النهار.
وقال خبير السلامة الصناعية وعلوم مكافحة الحرائق، اللواء المتقاعد عبدالله جداوي، إن ارتفاع درجات الحرارة المبكر والملحوظ هذا الصيف يشكل تحديًا كبيرًا في معظم مناطق المملكة، مما يزيد من خطر حدوث حرائق في المنازل والمركبات.
وأشار اللواء جداوي إلى أن الكهرباء والأحمال الزائدة تعد من أخطر الأسباب المؤدية لحرائق المنازل، مما يستدعي التأكد من سلامة التمديدات الكهربائية والحد من استخدام الأجهزة الكهربائية غير الضرورية، خصوصًا أجهزة التكييف، مع ضرورة إطفائها عند مغادرة المنزل.
وفيما يتعلق بالمركبات، شدد جداوي على أهمية توفر مطفأة حريق صالحة للاستخدام في كل مركبة، بالإضافة إلى التأكد من صيانتها الدورية وتوفر السوائل اللازمة مثل الماء والزيوت.
وأوصى بعدم الاحتفاظ بمواد قابلة للاشتعال داخل المركبة، مثل العطور والولاعات، وترك نافذة مفتوحة قليلاً لتهوية السيارة وتقليل خطر ارتفاع درجات الحرارة داخلها.
وأكد اللواء جداوي على ضرورة اتخاذ هذه الإجراءات الوقائية للحد من مخاطر الحرائق خلال فترة الصيف الحارة.
من جهته أكد المهندس محمد بن درويش زمزمي، مستشار السلامة والصحة المهنية وعضو هيئة التدريس بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، أن الحرائق المنزلية تشكل تهديدًا كبيرًا على حياة الأفراد وسلامتهم، حيث تتسبب في خسائر مادية ومعنوية فادحة.
وأوضح أن الأسباب الرئيسية لهذه الحرائق تتمثل في الاستخدام غير الآمن للأجهزة الكهربائية، التدخين، الإهمال في استخدام المواقد والشموع، وتخزين المواد القابلة للاشتعال بطرق غير صحيحة.
وأشار زمزمي إلى أن الوقاية من الحرائق تبدأ بالوعي والتثقيف، مشددًا على أهمية الفحص الدوري للأجهزة الكهربائية والتأكد من سلامتها، وتجنب تحميل الأسلاك الكهربائية بأكثر من طاقتها.
كما دعا إلى عدم التدخين داخل المنزل وتفضيل التدخين في الأماكن المخصصة خارج المنزل لتجنب وقوع الحرائق الناتجة عن أعقاب السجائر.
ولفت إلى ضرورة استخدام مواقد الطهي بحذر وعدم تركها مشتعلة دون مراقبة، مع الحرص على إطفاء الشموع والأجهزة الكهربائية قبل النوم أو مغادرة المنزل.
تأمين المواد القابلة للاشتعال
ودعا إلى تدريب كل أفراد الأسرة على خطة الطوارئ والإجراءات الواجب اتباعها في حال حدوث حريق، بما في ذلك كيفية استخدام طفايات الحريق، بالإضافة إلى وضع خطة إخلاء واضحة ومعروفة لجميع أفراد الأسرة.
وشدد زمزمي على أن تركيب أجهزة إطفاء الحريق في المنزل وتعلم كيفية استخدامها يمكن أن يكون الفرق بين السيطرة على حريق في مهده أو وقوع كارثة. كما حذر من استخدام الزيوت القابلة للاشتعال في الطهي بدرجات حرارة عالية، حيث يمكن أن تسبب حرائق خطيرة في المطبخ. وأكد أن الالتزام بالإجراءات الوقائية يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الحرائق المنزلية، داعيًا الجميع إلى التحلي بالوعي والمسؤولية لحماية الأرواح والممتلكات. وأكد أيضًا على أهمية التعاون مع الجهات المختصة والتواصل معها فور حدوث أي طارئ لتقليل الأضرار والخسائر.
سبب سرعة انتشار الحرائق
وأوضح الجهني أن المواد المستخدمة حاليًا تتميز بسرعة اشتعالها وتبعث دخانًا يحتوي على غازات سامة، مما يضاعف من خطورة الحرائق. لذا، يوصي بضرورة تركيب نظام إنذار في المنازل وتوفير طفاية حريق مناسبة مع بطانية حريق، بالإضافة إلى تدريب سكان المنزل على استخدام هذه المعدات وتوعيتهم برقم الطوارئ ورقم الدفاع المدني الموحد.
وفي ظل تزايد درجات الحرارة خلال فصل الصيف، أكد الجهني على أهمية التأكد من خلو المركبات من العبوات المضغوطة والعطور والمشروبات الغازية والبطاريات وبنوك الطاقة، لتقليل خطر حرائق المركبات.
من جهته أكد الأستاذ المشارك في الهندسة البيئية، د.م فيصل بن عبدالرحمن أسرة، على أهمية الوقاية من الحرائق المنزلية وحرائق السيارات خلال فصل الصيف. وأوضح أن الحرائق المنزلية غالبًا ما تنجم عن الأجهزة الكهربائية التي قد تكون أسلاكها تالفة أو بسبب التحميل الزائد على المقابس، بالإضافة إلى استخدام أجهزة غير معتمدة.
وأشار إلى ضرورة التأكد من سلامة الأسلاك الكهربائية وعدم تحميل المقابس بشكل زائد واستخدام الأجهزة ذات الجودة العالية.
مخاطر الطهي
وللوقاية من ذلك، نصح بعدم ترك المطبخ أثناء الطهي واستخدام الزيوت بحذر وتركيب كاشف دخان في المطبخ.
كما لفت د. أسرة إلى أن التدخين داخل المنازل يعد من أسباب الحرائق، حيث يتم رمي السجائر غير المطفأة جيدًا، مما يتسبب في اشتعال الحرائق، ولتجنب ذلك، يجب التأكد من إطفاء السجائر بشكل كامل وتجنب التدخين داخل المنازل.
وعن الشموع والموقد، أشار إلى أن تركها دون مراقبة أو وضعها بالقرب من مواد قابلة للاشتعال يساهم في نشوب الحرائق. لذا، يجب عدم ترك الشموع مشتعلة دون مراقبة ووضعها في أماكن آمنة بعيدة عن المواد القابلة للاشتعال.
وفيما يخص حرائق السيارات، أوضح د. أسرة أن المشاكل الكهربائية الناجمة عن وجود أسلاك تالفة أو قصيرة تُعد من الأسباب الرئيسية، مؤكدًا على أهمية فحص النظام الكهربائي بانتظام وعدم التعديل على الأسلاك بدون معرفة مسبقة. كما أن تسرب الوقود يمكن أن يؤدي إلى حرائق السيارات، ولذا يجب فحص النظام الوقودي بانتظام وإصلاح أي تسرب فور اكتشافه.
حرائق السيارات
وأضاف أن الحرارة الزائدة في المحرك بسبب ضعف نظام التبريد أو استخدام زيوت غير مناسبة يمكن أن تتسبب في حرائق السيارات.
وأوصى بفحص نظام التبريد بانتظام واستخدام الزيوت الموصى بها من الشركة المصنعة. كما نصح بتجنب ترك مواد قابلة للاشتعال مثل العطور والكحول والولاعات داخل السيارة خاصة في فصل الصيف.
وختم د. أسرة حديثه بتأكيد أهمية الفحص الدوري للأنظمة الكهربائية في المنازل والسيارات، والتدريب على استخدام طفايات الحريق، وضمان التهوية الجيدة في المنازل والسيارات لتجنب تراكم الحرارة، بالإضافة إلى التخزين الصحيح للمواد القابلة للاشتعال في أماكن باردة وجيدة التهوية بعيدًا عن مصادر الحرارة، مشددًا على أن اتباع هذه النصائح يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الحرائق خلال فصل الصيف.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
