وأصبحت الحرات السوداء في مناطق المملكة وخصوصًا شمال الطائف “حفر كشب” تربة ” والخرمة” المويه”، منشآت حجرية بركانية لامست طبيعتها تدخل عوامل الفصول الأربعة في جوف معالمها، حتى أصبحت متاحف باثقة من واحات الطبيعية، تسلط مناظرها الضوء على أعين الأجيال الحاضرة وقراءة تاريخ الأمم الغابرة التي استوطنت الجزيرة العربية، في حرات أرضها الغنية الوادعة في قلب الأرض السوداء، والأماكن الحاضرة بأحداثها وقصصها، وتفرد جغرافية أرضها سواءً في باطن كهوفها أو خارج تلالها.
وكذلك جبالها وهضابها، وأوديتها وسهولها التي جمعت التاريخ والحضارة والتراث والآثار، لتتشرّب من عبق الماضي الذي تحدث عنه العالم والمؤرخ والمثقف والقاص والراوي، التي نسجت حولها الأساطير وقصص العشق.
30 مليون سنة
وأكد أستاذ التاريخ والآثار د. حماد الرويلي أن تاريخ البراكين في المملكة يعود إلى نحو 30 مليون سنة، وأنها تشكلت على مرحلتين: الأولى كانت بالتزامن مع تدفق الحمم البازلتية وانفتاح البحر الأحمر، والثانية مع بداية النشاط البركاني في شبه الجزيرة العربية قبل عشرة ملايين سنة.
وتابع: من أبرز مواقع البراكين الموجودة: حفر كشب، وبركان الملساء في أطراف حرّة رهاط الشمالية والجنوبية، جنوب شرق المدينة المنورة، وفي منطقة مكة المكرمة، والحدود الشمالية، وعسير، وحائل، والباحة، وتبوك، والجوف، وصولًا إلى منطقة جازان.
وأضاف: تعد حرة رهاط أكبر براكين من حيث المساحة، تليها حرَّة خيبر، وحرة الحرَّة، وحرة نواصف، وصولًا إلى حرة حفر كشب التي تضم فوهة الوعبة المعروفة باسم “مقلع طمية”، وهي أعمق الفوهات البركانية في المملكة، إذ يصل قطرها إلى كيلومترين، ويزيد عمقها على 220 مترًا.
وأصبحت البراكين الآن مزار سياحي يقصده السائح العالمي والإقليمي والمحلي، إذ تعرف البراكين في اللغة العربية بأسماء عدة، منها: “آطام النيران”، وفي مجتمع المملكة تسمى باسم الحرّات، والحرة: “أرض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار”، وسُميت بهذا الاسم لشدة حرارة صخورها.
أنواع البراكين
وقال الرويلي إن البراكين تصنف إلى أنواع عدة، منها: القباب البركانية، وبراكين الأسكوريا، والبراكين الدرعية، والفوهات البركانية.
وأوضح أن حفر كشب نسب اسمها إلى جبل كشب الذي يقع في جزئها الشمالي الشرقي من محافظة الطائف الذي يبعد عن المحافظة قرابة 260 كيلًا، وهو جبل أسود يراه المار على طريق الرياض على يمينه بعد المويه، وغالبية المنطقة حرة سوداء متناثرة الأحجار يتخللها مناطق ترابية تعرف باسم القيعان.
وكذلك ما تضمه من مناطق أخرى كدغيجة والخوارة والحفر والمشوبة وقيا ومران والمويه وغيرها من المواقع.
وأشار إلى أن شرقي حفر كشب تنقاد إلى الحرة الخشنة التي يتعذر المسير فيها إلا بمشقة.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.