وذكرت الوزارة أن هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بـ”هرمون الحب”، يعد عنصرًا أساسيًا في هذه العملية، إذ يعمل على تحسين المزاج وتقليل مستويات التوتر لدى الأم خلال فترة الرضاعة، ما يساعدها على الشعور بالراحة والاسترخاء.
تحسين المزاج
وأضافت الوزارة أن الأوكسيتوسين يسهم بشكل فعّال في خفض مستويات ضغط الدم وتقليل إفراز هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون الإجهاد، ما يؤدي إلى تحسين الحالة النفسية العامة للأم.
وأوضحت أن هذا التأثير الإيجابي يمتد أيضًا إلى الطفل، حيث يسهم في تعزيز الروابط العاطفية بينه وبين والدته، مما يؤثر إيجابيًا على نموه النفسي والعاطفي.
وفي إطار جهودها الرامية إلى تحسين صحة الأم والطفل، دعت وزارة الصحة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الرضاعة الطبيعية.
وشددت على ضرورة تقديم الدعم اللازم للأمهات خلال هذه المرحلة الحاسمة.
ولفتت الوزارة إلى أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد تغذية للطفل، بل هي أيضًا عملية حيوية تعزز من الترابط العاطفي بين الأم وطفلها، وتساعد في توفير بيئة آمنة ومريحة لنمو الطفل.
فوائد حليب الأم
من جهتها أوضحت الدكتورة سحر عبدالغني استشارية النساء والتوليد والأستاذ المساعد الإكلينيكي في جامعة الملك سعود بالرياض، أن حليب الثدي يعدّ بمثابة أعظم هدية تقدمها الأم لطفلها.
وأشارت إلى أن حليب الأم يحتوي على مجموعة غنية من الفيتامينات والمعادن والبروتينات التي تضمن نمو الطفل بشكل صحي وسليم.
د. سحر عبدالغني
وأكدت أن حليب الثدي يُسهل عملية الهضم مقارنة بالألبان الأخرى، ما يجعله الخيار الأمثل لتغذية الطفل.
كما تطرقت الدكتورة إلى الأهمية الكبيرة للأجسام المضادة الموجودة في حليب الثدي، حيث تعمل على تعزيز مناعة الطفل ضد البكتيريا والفيروسات.
وأوضحت أن الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم يكونون أقل عرضة للإصابة بالربو والحساسية، مقارنة بالأطفال الذين يتناولون الألبان الصناعية.
وأضافت أن الرضاعة الطبيعية تساهم أيضًا في سرعة شفاء الأطفال من الأمراض مثل نوبات الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي.
الرضاعة والذكاء
وأشارت الدكتورة إلى نتائج الدراسات الحديثة التي أكدت وجود ارتباط وثيق بين الرضاعة الطبيعية وارتفاع معدل الذكاء لدى الأطفال في مرحلة الطفولة.
وأوضحت أن التواصل البصري والجسدي بين الأم وطفلها خلال الرضاعة يسهم في تعزيز شعور الطفل بالأمان والترابط مع والدته، مما ينعكس إيجابيًا على نموه العقلي والعاطفي.
وأوضحت الدكتورة أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا هامًا في الوقاية من العديد من الأمراض. حيث تحمي الطفل من خطر الإصابة بأمراض السكري والسمنة وبعض أنواع السرطان.
كما أكدت أن هرمون الأوكسيتوسين، الذي يفرزه الجسم خلال الرضاعة الطبيعية، يساعد في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة ويقلل من خطر النزيف.
وأضافت أن الرضاعة الطبيعية تساهم أيضًا في فقدان الوزن الذي اكتسبته الأم خلال فترة الحمل، كما تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وتكيسات المبايض.
وأشارت الدكتورة إلى أن هرمون الأوكسيتوسين، الذي يفرز من الغدة النخامية في الدماغ، يلعب دورًا أساسيًا أثناء عملية الولادة، خاصة خلال فترة الطلق الاصطناعي، حيث يتم زيادة مستوياته لتسهيل عملية الولادة.
وأكدت أن هذا الهرمون يظل ضروريًا خلال فترة الرضاعة الطبيعية لدوره في تسهيل ضخ الحليب، بالإضافة إلى تأثيره المهدئ الذي يساعد الأم على الشعور بالراحة والهدوء خلال فترة الرضاعة.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.