السلالات الجديدة من جدري القردة أشد ضراوة وأسرع انتشارًا

السلالات الجديدة من جدري القردة أشد ضراوة وأسرع انتشارًا


رغم أن جدري القردة كان معروفًا لدى العلماء منذ عقود، إلا أن عودته وانتشاره السريع في الآونة الأخيرة أثار مخاوف واسعة النطاق.
وجدري القردة هو مرض ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وينتمي إلى عائلة الفيروسات التي تشمل أيضًا فيروس الجدري المعروف، والذي تم القضاء عليه تقريبًا بفضل حملات التطعيم العالمية.
وينتقل فيروس جدري القردة عادةً من خلال الاتصال المباشر مع دم الحيوانات المصابة أو سوائلها الجسدية، مثل القرود والقوارض، ومن ثم يمكن أن ينتقل بين البشر من خلال الاتصال الوثيق مثل اللمس أو عبر الإفرازات التنفسية.
ومع ذلك، فإن الفيروس لا ينتشر بسهولة مثل فيروس كورونا، لكن الانتشار المتزايد في السنوات الأخيرة يشير إلى الحاجة إلى اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة.

سلالات جديدة

وفي سياق متصل، أشارت تقارير حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن العام 2023 شهد ظهور سلالات جديدة من فيروس جدري القردة في بعض البلدان.
وأثارت هذه السلالات الجديدة القلق بشكل خاص، لأنها أظهرت قدرة أكبر على الانتشار بين البشر مقارنة بالسلالات السابقة.
بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن بعض المصابين قد عانوا من أعراض أكثر شدة من تلك التي كانت تُشاهد سابقًا، ما يعقد عملية التشخيص والعلاج.

تشمل أعرض جدري القردة ظهور طفح جلدي - مشاع إبداعي

ويعتمد العلاج المتاح حاليًا لجدري القردة بشكل أساسي على دعم الأعراض وتقديم العناية الطبية اللازمة للمريض، إذ لا يوجد حتى الآن علاج محدد فعال ضد هذا الفيروس.
ومع ذلك، يعتبر لقاح الجدري الذي تم تطويره لمكافحة الجدري المعروف فعّالًا جزئيًا في الوقاية من جدري القردة، ولكن مع ظهور السلالات الجديدة، يجري العلماء دراسات لتطوير لقاحات أكثر تخصصًا وفعالية ضد هذا المرض.

طوارئ صحية عالمية

وفي هذا السياق، قال استشاري الباطنة والأمراض المعدية، رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط، الدكتور علي الشهري، في تصريحاته، إن فيروس جدري القردة، المعروف علميًا باسم (إم بوكس)، عاد للنشاط بعد أن كان معروفًا منذ أكثر من نصف قرن.
وذكر أن العالم تعرض لعدة موجات من هذا الفيروس كان أبرزها في عام 2022، حيث سجلت معظم دول العالم حالات إصابة بالنوع 2ب الذي كان يسبب أعراضًا غير شديدة.
د علي الشهري
لكن في هذه الفترة، يعود الفيروس ليشكل تحديًا جديدًا بسبب انتشار النوع 1ب، والذي يعتبر أشد ضراوة وأسرع انتشارًا من النوع السابق، حيث كان هذا النوع مستوطنًا في الكونغو وبعض الدول المجاورة.
وأكد الدكتور الشهري أن انتشار هذا النوع الجديد من الفيروس دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان هذا الانتشار حالة صحية عالمية طارئة، ما يستدعي تضافر الجهود العالمية لمحاصرته قبل أن تتسع رقعة انتشاره.
وشدد على أهمية التثقيف وسرعة التعامل مع حالات الاشتباه، بالإضافة إلى رفع قدرة الدول على التشخيص والعلاج، وتوفير اللقاح لبعض الفئات المحدودة وفق السياسات التي تضعها كل دولة.




اكتشاف المزيد من موقع UZ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *