وقالوا لـ”اليوم” إن انتشار المرض في نطاق بعض الدول الأفريقية، ورصد بعض الحالات الفردية في مختلف دول العالم لا يدعو إلى إغلاق حركة الطيران أو فرض الحظر وعزل الحدود، فقد اكتسبت جميع دول العالم خبرات كبيرة ودروس مستفادة من جائحة كورونا.
وبيّن أنه لا يتوقع أن يصل جدري القرود إلى مستويات وبائية وأن إعلان حالة الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية جاء من باب تنبيه جميع دول العالم باتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية والتوعوية، ومع ذلك فإن الجهود التي تبذل لمواجهة المرض كبيرة لتوعية المجتمعات بالمرض وكيفية الوقاية منه ومنع توسع دائرته في الدول التي رصدت حالات الإصابة، وتقديم كل سبل العلاجات للحالات التي أصيبت.
وأردف “خوجة” قائلًا إن فيروس كورونا وفيروس جدري القردة مختلفان تمامًا، فالأول يصنف ضمن الفيروسات التاجية والثاني من فئة الفيروسات المغلفة وهذا يجعل كوفيد 19 أكثر قدرة على الانتشار وإنشاء المتحورات، وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، وهي أكبر وأقدم منظمة متخصصة في علم الفيروسات والبكتيريا والفطريات، ويعتبر فيروس كورونا فيروسًا تنفسيًا، حيث ينتشر عندما يتنفس الشخص المصاب قطرات صغيرة محملة بالفيروس، ولأن كوفيد-19 ينتشر بسرعة عبر الهواء، فمن الصعب السيطرة عليه، لأن فردًا واحدا يمكنه أن يتسبب بإصابة العديد من الأشخاص الآخرين بمجرد التنفس ، كما يمكن للمصابين أن ينشروا الفيروس حتى لو لم تظهر عليهم أعراض.
طريقة انتقال العدوى
ونوه أن جدري القردة ينتقل عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي، لكنه ليس فيروسا تنفسيا، مما يجعله أقل قابلية للانتقال، وينتشر جدري القردة في المقام الأول من خلال الاتصال المباشر (عادة لفترة طويلة) مع شخص مصاب وخاصة عند لمس الطفح الجلدي الذي يسببه الفيروس أو سوائل الجسم ، كما يمكن أيضا أن ينتشر عن طريق لمس الأشياء والأسطح التي استخدمها شخص مصاب ولامست لفترة طويلة تقرحات الجلد، كذلك يعد الاتصال الجنسي والشذوذ الجنسي إحدى الطرق الرئيسية لانتقال الفيروس، ويمكن أيضا للنساء الحوامل المصابات أن ينقلن الفيروس إلى الجنين أثناء الحمل أو إلى المولود الجديد عند الولادة.
وختم البروفيسور خوجة حديثه بقوله: “أهم الخطوات الاحترازية والوقائية التي تنفذها القطاعات الصحية في حال رصد أي أمراض على المستوى العالمي هي تنفيذ خطة شاملة وموحدة من الناحية التشخيصية والعلاجية والوقائية والتوعوية في سبيل عدم استشراء المرض والسيطرة عليه بشكل أكبر، بجانب تقديم العلاجات للمرضى والتي يمكن من خلاله مواجهته والسيطرة عليه”.
لا شئ يدعو للقلق
وأوضح أن جدري القردة هو مرض يسببه فيروس حيواني المصدر، مما يعني أنه يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، كما أنه ينتشر أيضًا بين الأشخاص.
وقال إن المرض يصيب معظم الفئات العمرية، بسهولة بين الناس ويتعافى معظم المصابين في غضون أسابيع قليلة، إذ في معظم الحالات تختفي أعراض المرض من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، ولكن عند بعض الأفراد، يمكن أن تؤدي الأعراض إلى مضاعفات طبية، وفي الأطفال حديثي الولادة والأطفال والأشخاص المصابون بنقص المناعة، يتعرض هؤلاء لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة.
وأردف: “يختلف جدري القردة عن كوفيد-19 لكونه يتضمن ظهور بثور مليئة بالصديد وطفح جلدي، يمكن أن يكون مؤلما ويثير الحكة، ويميل إلى الانتشار على الوجه والأطراف”.
علاج جدري القرود
وعن العلاج خلص د.شاولي إلى القول: “يهدف علاج المصابين بجدري القرود إلى تخفيف الأعراض، وقد تشمل وسائل الرعاية السيطرة على الضرر الذي أصاب الجلد بسبب الطفح الجلدي الناجم عن جدري القرود وتناوُل كمية كافية من السوائل ، إذ يتم وصف بعض الأدوية المضادة للفيروسات ، وهناك بعض اللقاحات المخصصة لمواجهة المرض”.
محاربة الشائعات لمنع الذعر
وتابع أن الإشاعة تلعب دورًا كبيرًا في أوقات الأزمات لأنها تثير مشاعر وعواطف المجتمع وتعمل علي بلبلة الأفكار، إذ تصنف الشائعة حسب الهدف، فهناك إشاعة الخوف وهي تستهدف إثارة القلق والخوف والرعب في نفوس أفراد المجتمع وتعتمد هذه الشائعة في نشرها علي خاصية موجودة لدي الناس جميعًا، وهي أن الناس قلقون وخائفون وفي حالة الخوف والقلق يكون الإنسان مستعدًّا لتوهم أمور كثيرة ليس لها أساس من الصحة، وهناك إشاعة الحقد والكراهية وهي أخطر أنواع الشائعات لأنها تسعي للعمل علي غرس الفتن بين الناس، ويصدر هذا النوع من الشائعات للتعبير عن مشاعر الكراهية والبغضاء ودوافع العدوان التي تتواجد في نفوس كثير من الناس وقد تكون بمثابة تنفيس عن هذه المشاعر.
وشدد المستشار الناشري على ضرورة عدم تناقل وتداول أي رسالة تحمل شائعة في مضمونها وخصوصًا التي تتعلق بصحة البشر ، إذ يجب على أفراد المجتمع عدم الإسهام في نشر الشائعات، عبر تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت عملية الانتشار السريع، بل إيقاف أي خبر قد يثير البلبلة في المجتمع، والتأكد من المعلومات من مصادرها الرسمية، لنحمي وطننا ومجتمعنا، وهو واجب ديني ووطني ولتجنب المساءلة الجزائية.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.