يواجه تطبيق “تيك توك” أزمة ثقة مُتزايدة مع تصاعد الحملة الشعبية السعودية لمُقاطعة التطبيق، وانضمام عدد كبير من نجوم الفن والمشاهير السعوديين والعرب لحملة المقاطعة وإعلانهم مغادرة التطبيق نتيجة سياساته المتحيزة ضد المحتوى السعودي المنشور في التطبيق.
وأعلنت الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي في منشور لها على منصة (X) انضمامها لحملة مقاطعة “تيك توك”، وكذلك فعل نجم الغناء السعودي رابح صقر، والفنانة التونسية أميمة طالب.
حملات مقاطعة واسعة النطاق
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شمل التفاعل مع حملة مُقاطعة تطبيق “تيك توك” مُذيعي البرامج التلفزيونية، مثل مُقدمة البرامج القديرة على قناة العربية مُنتهى الرمحي، والإعلامية المصرية مي حلمي، واللتان أعلنتا في منشورين لهما على حسابهم في منصة (X) مُقاطعة تطبيق تيك توك.
وانضم عشرات المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي وخصوصًا ممن لديهم مُتابعين بمئات الآلاف وحضور قوي في “تيك توك” مُقاطعة التطبيق بشكل نهائي ومُغادرتهم المنصة.
بداية التصاعد
وتأتي تلك التطورات المُتصاعدة بعد يوم واحد من إعلان “تيك توك” بيانًا فشل في تبريد الأجواء الساخنة التي أحدثتها الحملة الشعبية السعودية لمُقاطعة التطبيق والتي دخلت أمس الخميس يومها الرابع عشر.
وحرّك ناشطون سعوديون في منصات التواصل الاجتماعي دعوات واسعة لمُقاطعة تطبيق “تيك توك” احتجاجًا على سياساته المُنحازة وغير العادلة تجاه المحتوى السعودي المنشور على المنصة.
وأصدرت الشركة المالكة لتطبيق “تيك توك” بيانًا الأربعاء حاولت من خلاله تهدئة الحملة واحتواء غضب السعوديين، غير أن طابعه الدفاعي كان كفيلًا باستمرار الحملة ضد المنصة وفشل في احتواء الأزمة.
وتعليقًا على بيان تيك توك، دشّن مُستخدمو التواصل الاجتماعي وسمين جديدين #بيان_التيك_كاذب_وسنقاطع و #مقاطعة_بثوث_التيك9 كرد فعل يترجم عدم قدرة البيان في تبريد الأجواء الساخنة التي خلفتها دعوات مُقاطعة التطبيق وهوت بتقييمه من 4.4 إلى 4.2 على متاجر التطبيقات وهو انخفاض لا يُستهان به بالنظر إلى مكانة التطبيق في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
بيان متناقض
وجاء بيان شركة تيك توك، مُتناقضًا في العديد من أجزاءه، فبينما حاول التقليل من شأن الانتقادات الموجهة إليه واصفًا إياها بأنها تحاول نشر صورة مضللة عن سياسات إدارة المحتوى، أقرّ في البيان أنه تجري عملية مُراقبة لعدد من ما ذُكر من الادعاءات ضد المنصة.
وبالنتيجة، فقد أظهر بيان منصة تيك توك مدى قوة وتأثير المُستخدمين السعوديين بعد أن أخذت حملة مقاطعة التطبيق مستويات جادة وقوية، نتيجة قوة الدلائل التي تُشير إلى تعمد القائمين على سياسة المحتوى في الشرق الأوسط الإضرار بالمحتوى السعودي ومُشاركات السعوديين في التطبيق، وهو ما أسهم في حالة عزوف جماعي لدى المُستخدمين وانضمام العديد من مشاهير منصات التواصل الاجتماعي مم لديهم حضور قوي داخل “تيك توك” للحملة.
ويبدو أن منصة تيك توك باتت في وضع لا يُحسد عليه بعد أن تصاعدت حدة الحملة الشعبية ووصل صداها إلى وسائل الإعلام المحلية والعربية التي بدأت بالتفاعل مع تطورات الحملة والمُساهمة في تشكيل رأي عام ضاغط تجاه التطبيق.
تواجد سعودي ضخم على منصة تيك توك
وطبقًا لدراسة بحثية، فإن عدد مُستخدمي تطبيق تيك توك في السعودية يصل لـ22 مليون مُستخدم، كما يحتل السعوديين المركز الأول عالميًا بنحو 130% من حيث معدل الاستخدام.
ومُنذ ظهور تطبيق تيك توك على الساحة في العام 2017، قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها التطبيق لسيل من الانتقادات العنيفة سرعان ما تحولت إلى حملة عفوية تدعو لمقاطعة تيك توك بسبب سياسة إدارته في الشرق الأوسط التي فيما يبدو تتقصد حجب بعض مقاطع وتعليقات السعوديين ذات الدافع الوطني، مما رسم علامات استفهام كبرى حيال من يتحكم في المحتوى والأسباب خلف مُحاربة كل ما هو سعودي في التطبيق
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.