أثارت أزمة “تيك توك”الأخيرة حول التمييز غير المبرر ضد المستخدمين السعوديين، الحديث حول البث المباشر في المملكة، وتطرق الكثير من المستخدمين لاستخدام تقنية الـ VPN، لتحقيق معدلات وصول أكبر عبر التطبيق الشهير.
الرفض المتصاعد من المستخدمين لهذه النهج المتبع من تيك توك، جعل الحديث حول اللجوء لتقنيات برامج VPN ضروري، حيث يحمل العديد من المخاطر التقنية التي تهدد الخصوصية.
استمعت “اليوم”، للمختصين التقنيين في هذا المجال، إذ أكدوا أن برامج VPN تمثل خطرًا على مستخدميها، والتي قد تكون مصابة بفيروسات ضارة مصممة لإلحاق الضرر بالأجهزة، وتخترق أجهزة وبيانات المستخدمين، مشيرين إلى فرض عقوبات تصل إلى السجن عشر سنوات وغرامة مالية تصل إلى خمسة ملايين ريال لمخالفي لنظام الجرائم المعلوماتية السعودي.
خطر اختراق الـ iCloud
قالت عميدة كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الجوف د. مرام فهاد المفرح: “تنوعت وسائل التنصت على الأجهزة وانتشرت بشكل واسع خلال الفترة الأخيرة، عن طريق استخدام برامج ضارة مثل برامج VPN التي أصبحت تمثل خطراً كبيرًا على مستخدميها، وهذه البرامج قد تكون مصابة بفيروسات ضارة مصممة لإلحاق الضرر بالأجهزة، وعند تحميلها تقوم تدريجيًا بتعطيل برامج مكافحة الفايروسات، وهذا يجعل جهاز المستخدم عرضة للاختراق”.
وأضافت: “عند استخدام برامج الـVPN، يكون للشركة المشغلة الحق في الوصول إلى معلومات جهازك ومن أهم هذه المعلومات هو حساب الـ iCloud الذي يحتوي جميع المعلومات الشخصية وكلمات المرور الخاصة والصور، مما يجعل الصور الشخصية عرضة للنشر والاستخدام الضار، وبمجرد اتصالك ببرامج الـVPN فأنت تسلم خصوصيتك للشركات المنتجة لتلك البرامج، واستخدام هذه البرامج يؤثر على أمن المعلومات وبيانات المستخدمين ومن المخاطر المحتملة”.
معاقبة المخالفين
وقالت الباحثة القانونية ندى الخاير: “تتولى الجهات الرسمية المسؤولة عن الرقابة على الإنترنت في النظام السعودي عدداً من المهام، منها الاهتمام بالإنترنت من جميع النواحي الفنية والرقابية و القضائية و الأمنية وغيرها”، مشيرة إلى أن المنظم السعودي أسند لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات مراقبة عدداً من المخالفات ووضع لها حداً من العقوبات، وأسند للجنة النظر في مخالفات نظام الاتصالات إيقاع عقوبات على مرتكبيها وفق ما نصت عليه المادة (٣٧) من نظام الاتصالات.
وذكرت “الخاير” نصها وهو كالتالي: “يُعد مرتكباً مخالفة، كل مشغل أو شخص طبيعي أو معنوي يقوم بأحد الأعمال المتمثلة في ربط شبكة داخلية خاصة بشبكات اتصالات عامة دون الحصول على الموافقة اللازمة، أو استخدام أي تردد دون الحصول على ترخيص من الهيئة، أو إلحاق ضرر بشبكات الاتصالات وتقنية المعلومات العامة، أو التعدي عليها أو قطعها سواء بغرض الاستفادة غير المشروعة أو تبادل المعلومات بشكل عام”.
فيما تناولت المادة (٣٨) من ذات النظام العقوبة المقررة لذلك، ونصها: “يُعاقب مرتكب أي من المخالفات المنصوص عليها في المادة (٣٧) بغرامة مالية لا تتجاوز خمسة ملايين ريال، كما تتداخل هذه العقوبة بعقوبة المخالفة لنظام الجرائم المعلوماتية السعودي حيث اعتبر المنظم جريمة الاختراق والتسلل من الجرائم التي شدد فيها العقوبات على مرتكبيها، على الرغم أن المنظم لم يستخدم مصطلح ” التسلل” و”اختراق” في المواد، إلا أن النظام دل عليها في صور تلك الجرائم وبين العقوبة لذلك في نص المادة الثالثة “يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة مالية لا تزيد على خمسمائة ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين” هذا في الحد الأدنى أما في الحد الأعلى من العقوبة ” يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات وبغرامة مالية لا تزيد على خمسة ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين”.
وقال مستشار الأمن السيبراني عميد الاتصالات وتقنية المعلومات بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. خالد العيسى: “تقنية الـ vpn لها سلبيات تؤثر على المستخدمين منها أن الجهات التي توفر هذه البرامج لديها القدرة الكاملة على الاطلاع على بياناتك وتحركاتك خلال الانترنت لذلك لابد من الحذر، إضافة إلى أن سوء استخدام التقنية بالوصول غير المشروع إلى مواقع أو برامج محجوبة من ما يعد غير نظامي وقد يعرض المستخدم للعديد من المخاطر الأمنية”.
وأكمل: “تداول خطورة استخدام تقنية vpn مثله مثل الكثير من البرامج والتقنيات، واستخدامها في جوانب غير مشروعة أو مخالفة لأنظمة الدولة يُعد مخالفة تستوجب تطبيق الأنظمة بحق المخالفين، ولابد من عمل برامج توعوية عن كافة المستجدات في البرامج والتقنيات، والتعامل بحذر مع الخدمة المجانية في كافة البرامج والتقنيات والتي تعد خطيرة وقد تعرض المستخدم لبيع معلوماته ومعرفة تحركاته”.
خطر التشفير
وقال مستشار التحول الرقمي الأستاذ المشارك في الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسب د عبدالله الدرعاني: تعتبر شبكة الإنترنت اليوم من الوسائل الرئيسية للتواصل ونقل المعلومات، ومع ذلك يلجأ بعض المستخدمين إلى استخدام شبكات الخوادم الافتراضية الخاصة (VPN) لتشفير اتصالاتهم واعتقاداً منهم بتحسين خصوصيتهم على الإنترنت”.
وأضاف أن جهل البعض عن الخطر المحتمل لاستخدام VPN على المستخدمين بشكل عام والعلاقة بين هذه التقنية والجرائم الإلكترونية هو أحد مسببات حدوث مخاطر وقضايا كبرى في الفضاء السيبراني.
وأكمل “الدرعاني”: يكمُن الخطر في استخدام VPN في أنشطة إجرامية بسبب التشفير وإخفاء الهوية المزعوم، حيث يمكن أن يكون استخدام VPN وسيلة للقيام بأنشطة إجرامية عبر الإنترنت، مثل الاحتيال والتلاعب المالي وغيرها من الأنشطة المشبوهة. ومن الأخطار المحتلة أيضاً تيسير هجمات القرصنة الإلكترونية من خلال السماح للمهاجمين استغلال VPN لتنفيذ هجمات القرصنة الإلكترونية دون تتبع، مما يجعل من الصعب تحديد هويتهم أو أماكن تواجدهم.
وقالت مستشارة التحول الرقمي، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، د. عبير الحميميدي: تقنية vpn تعتمدها كثير من الشركات وذلك لضمان سلامة بياناتها وسلامة عمل موظفيها عند تواجدهم خارج مقر الشركة.
وأضاف: ظهر لاحقا مزودين خدمة vpn وذلك للسماح للمستخدمين العاديين الدخول للإنترنت عن طريق وسيط أو طرف ثالث وهو مزود الخدمة للـ vpn و مع التسارع التقني الكبير والخطر السيبراني الذي يحيط بالمستخدمين ومع تنامي عدد حوادث الاختراق والتتبع وسرقة البيانات انتشرت برامج vpn، وذلك للدخول الآمن للشبكة بحيث لا يمكن تتبع المستخدم، حيث يتم التصفح عن طريق طرف ثالث (مزود vpn) وقد يستخدمه البعض لتجاوز الحجب أو لأي سبب آخر مشروع أو غير مشروع و الحقيقة لم يرد في النظام ما يجرم استخدام تقنية الشبكات الخاصة الافتراضية.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.