قرية “القصار” عنصر جذب لسياح وزوار جزر فرسان

قرية “القصار” عنصر جذب لسياح وزوار جزر فرسان


تميزت منطقة جازان بتنوع المواقع السياحية التراثية لبيئتها الطبيعية من خلال تاريخها العريق الذي مرت من خلاله العديد من الحضارات المختلفة، ما يمنحها طابعاً جمالياً يبرز من خلاله ثقل مكانتها في الخيارات السياحية للباحثين عن الوِجهات المميزة في المملكة.

وتعد قرية القصار الواقعة على بعد 5 كيلومترات فقط من محافظة جزر فرسان ، واحدة من أهم المواقع السياحية الجميلة التي يحرص أهالي المنطقة والقادمون إليها على الذهاب إليها والاستمتاع بتأمل جمال وتاريخ القرية السياحية التي تزخر بإرثها على مر السنين، حيث تمثل مبانيها التراثية المحاطة بالنخيل عنصر جذب سياحي يقصدها السياح والزوار سنوياً.

أخبار متعلقة

 

المملكة في الـIMO.. قيادة متجددة وتطور مستمر في القطاع البحري العالمي
وزير الدفاع يبحث مع نظيره الأمريكي المستجدات الإقليمية والدولية

وتعود أهمية القرية إلى كونها منتجعاً صيفياً نظير ما تميزت به من اعتدال في الجو على مدار العام وكثرة النخيل والأشجار المعمرة ووفرة المياه العذبة المتوافرة بعدة آبار حفرت بالقرية لأغراض الشرب وري المزارع.

بئر عابدة

من أبرز آبار “القصار” بئر “عابدة” التي تقع بالمدخل الشمالي للقرية، إضافة إلى بعض المحال الصغيرة “الدكاكين” التي كانت تباع فيها احتياجات القرية من المواد الغذائية، وموقع بيع الأسماك الذي عادة ما يجلب إليه الصيادون أسماكهم كل صباح.

وتكمن الميزة النسبية لقرية القصار أنها خصصت منذ أول يوم أنشئت فيه لقضاء فترة الصيف، حيث قام الأهالي ببناء منازلهم بشكل منظم روعي فيه تجاور المنازل التي يزيد عددها على 400 منزل وتوزيعها على خمس حارات تفصلها ممرات لا يتجاوز عرضها ثلاثة أمتار، وصلت جميعها بطريق رئيس يخترق القرية من الشمال إلى الجنوب، مروراً بجامع القرية وساحة الأفراح والمناسبات التي لا تخلو من مناسبة أو اجتماع أو استقبال ضيف يكون محل الاحتفاء والتكريم من قبل الجميع طيلة فترة إقامته.

وفي “القصار” كان الفرسانيون يحيون مناسبات الزواج التي كانت تؤجل لمدة عام حتى يحل موسم الرحيل في فصل الصيف لقرية القصار فيما عرف بموسم “الشدة” هروباً من شدة الحرارة، حيث تتوافر المياه وثمار وظلال النخيل وساحة القرية والمنازل التي بنت جدرانها من الحجارة المتوافرة بنفس الموقع وسقفت من أخشاب وسعوف الدوم والنخل، وزينت أفنيتها بأصداف البحر ذات اللون الأبيض، فيما يعرف بالبطاح الذي يفرش به كامل مساحة الأسوار المحيطة بالمنزل التي بنيت أيضاً من الأحجار وزينت بالنقوش الفرسانية البديعة.

ارخبيل فرسان ، واس

تطوير المواقع الأثرية

مع ما شهدته وتشهده محافظة جزر فرسان كغيرها من محافظات منطقة جازان، ومناطق المملكة عموماً، فقد جرت عمليات تطوير وإعادة ترميم وتطوير للمنازل والساحات والمواقع الأثرية القائمة بالقرية وفق التصميم العمراني للقرية؛ مما جعلها معلماً حضارياً مميزاً في تصميميه يحكي تاريخ القرية ورحلة أهالي فرسان إليها مع بداية الصيف من كل عام، حيث تعد المصيف المناسب لهم، وتوجد بها الآبار الباردة ذات المياه العذبة وغابات أشجار النخيل التي يستظل بها الأهالي من حرارة الجو اللافح في الحقب الماضية التي لم تكن تتوافر بالجزيرة كهرباء أو غيرها من مقومات الحياة الحديثة.

وتشهد القرية في كل عام تزامناً مع مهرجان الحريد توافد الزوار من أهالي فرسان وجازان وغيرهما من مدن ومناطق المملكة بل من خارجها للوقوف على ما تشتمل عليه القرية من منازل حجرية بنيت على طراز فريد ضمن خطة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإحياء القرى التراثية بجازان ومنها قرية القصار بما تشتمل عليه من معالم تراثية وسياحية وترفيهية شعبية.

وفي قرية القصار يقف الزائر من قرب على تراث محافظة فرسان عبر المطاعم والمقاهي الشعبية ومعرض الحرف البحرية ومتحف للتراث الفرساني ومحال بيع المنتجات الفرسانية التراثية التي يقوم بها عدد من الأسر المنتجة إضافة للعديد من الفعاليات والبرامج الترفيهية والثقافية المصاحبة لمهرجان الحريد وخلال الإجازات الأسبوعية وإجازات منتصف العام ونهايته.




اكتشاف المزيد من موقع UZ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *