مراسلتنا في بيروت فاطمة عبد الجواد أعدت التقرير التالي حول مبادرة صواب.
وفق مايا ديب، مسؤولة الاعلام والتواصل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، انطلقت المبادرة بفعل انتشار ظاهرة الأخبار الزائفة تزامنا مع مرور لبنان بأزمات متتالية خلال السنوات الخمس الأخيرة، مرورا بجائحة كورونا.
وأوضحت ديب أن لانتشار الأخبار الزائفة أثرا سلبيا على المجتمع نتيجة الأزمات والمشاكل التي قد يتسبب بها انتشار خبر زائف الأمر الذي من شأنه أن يعيق عملية التقدم والتنمية كما أن ذلك يعزز انتشار خطاب الكراهية، بحسب ديب.
من هنا، تقول منسقة مشروع صواب في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، مايا ديب:
“يتمثل دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مكافحة انتشار الأخبار الزائفة وتأثيرها السلبي على الصعيد الوطني والمحلي، من خلال إطلاق حملات إعلامية وأخرى توعوية عبر إشراك المؤسسات الإعلامية فيها وبناء قدرات مؤسساتية على المدى الطويل، أي تدريب وتعزيز وبناء قدرات صحافيين يعملون داخل المؤسسات الإعلامية المختلفة حول كيفية التحقق من الأخبار الزائفة قبل نشر أو تبني أي خبر”.
ويسعى البرنامج إلى إشراك الشباب، وبالتحديد الطلاب وخريجي الإعلام من كل المناطق اللبنانية ومن مختلف الكليات، في تدريبات مختلفة حول كيفية التحقق من الأخبار الزائفة ومنع انتشار خطاب الكراهية، للحفاظ على العلاقات بين الناس والسلم الأهلي، والثقة بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني.
وتوضح ديب أن المشروع انطلق بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبتمويل من ألمانيا عبر البنك الألماني للتنمية، مستهدفا أكثر من 50 شابا وشابة من مختلف المناطق اللبنانية، حيث حصل هؤلاء على تدريبات مكثفة حول كيفية التحقق من الأخبار الزائفة بمختلف اشكالها.
كما جرى العمل على حملات إعلامية توعوية تحت عنوان “عد للعشرة قبل ما تشارك وتصدق خبر غير مؤكد”.
وتميّز المشروع بالعمل الجماعي واندفاع الشباب نحو نشر ثقافة التحقق من الأخبار قبل إعادة تداولها، وإيمانهم الكبير بدورهم كصحفيي المستقبل وبأهمية التوعية حول التأثير السلبي لخطاب الكراهية على المجتمع بفعل انتشار الأخبار الزائفة.
وارتأى هؤلاء بحسب ديب الانطلاق عبر تطبيق واتسآب نظرا إلى أنه تطبيق جامع ومجاني، وبات مؤخرا مصدرا أساسيا للمعلومات، وهو الأكثر رواجا في لبنان كما تؤكد الدراسات.
وإلى جانب التحقق من الأخبار الزائفة بشكل شبه يومي، يسعى فريق عمل منصة صواب، إلى التشبيك مع الإعلاميين والصحافيين والسلطات المحلية والبلديات للتمكن من بناء ثقة عميقة مع المجتمع المحلي ليكونوا مرجعا أساسيا.
وتلفت مايا ديب إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يستكمل جهوده بشكل حثيث في هذا السياق، من خلال تدريب عدد جديد من الطلاب وخريجي الإعلام، خصوصا مع التطور التكنولوجي السريع الذي أتاح المجال لظهور أشكال جديدة من الأخبار الزائفة والتي تتطلب تقنيات جديدة للتحقق منها، وحثهم على التفكير بطريقة نقدية حول الأخبار التي تصلهم.
وفي هذا الصدد، يشير يوسف الأمين وهو من فريق عمل منصة صواب، إلى أن التطور التكنولوجي شكّل تحديا هاما لعملية مكافحة الأخبار الزائفة، ويفرض ذلك مواكبته بشكل سريع خصوصاّ مع الذكاء الاصطناعي الذي مكّن البعض من فبركة خبر أو صور أو مقاطع فيديو.
ويضيف: “من التحديات التي نواجهها أيضا خلال عملنا، هي الحفاظ على الثقة مع المجتمع”. ويوضح الأمين قائلا:
“انطلقنا على تطبيق “واتسآب” لكننا اليوم موجودون على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر وإنستغرام للوصول إلى الناس بشكل أسرع وتوعيتهم حول أهمية السلامة الرقمية”.
ويؤكد الصحافي يوسف الأمين إلى أن فريق عمل صواب نجح في الوصول إلى الجامعات للمشاركة في محاضرات توعوية تمكن الطلاب من اكتساب مهارات أساسية للتحقق من الأخبار، كما فتحت المجال لأي شخص بالتواصل مع الفريق لمساعدتهم في التحقق من أي معلومات.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.