ويعد المشروع أحد أضخم المبادرات من حيث حجم الأعمال والمخرجات، والتي ستكون نتائجها معلنة أمام المستثمرين والجهات المعنية في نهاية العام الحالي.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية م. عبدالله الشمراني لـ “اليوم”: “نحتفل اليوم بتجميع آخر عينة للمسح الجيوكيميائي، والذي يعنى بجمع عينات من الدرع العربي من جميع الأودية”.
تقسيمات الدرع العربي
وتابع الشمراني: “كان التقسيم للدرع العربي في أخذ عينة من كل 6 وربع كم، ويحدد مكان العينة وذلك لتحليل 76 عنصرا، وكان من المتوقع للمشروع الانتهاء في 6 سنوات، ولكن بتظافر الجهود تم جمعها في حدود 3 سنوات”.
وأكد أنه سيتم الانتهاء من المشروع كامل ورصد التحاليل في نهاية العام الحالي.
وأضاف أن أهمية المشروع تكمن في إعطاء معلومات للمستثمر برفقة خرائط، والتي تساعد في تزويده بالمعلومات المناسبة لبدء الاستثمار في استخراج المعادن، وكذلك تزويد الجهات الأخرى الحكومية مثل وزارة البيئة والمياه والزراعة ووزارة الصحة والطرق والبلديات والتي تستفيد منها.
وأوضح أن معرفة ما بداخل المملكة من معادن، خصوصاً في الدرع العربي كان بمثابة الحلم، والآن أصبح حقيقة، ولم يكن هناك مشروع مماثل له على مستوى العالم في هذا الوقت وفي هذا الحجم، ونجاح المملكة جاء بفضل الجهود الكبيرة لحكومة المملكة وبفضل سواعد ابنائها.
المعلومات الجيوكميائية
وأكد المشرف العام التقني لمشروع المسح الجيوكيميائي العالي الدقة للدرع العربي برسوبيات الوديان وتركيزات المعادن الثقيلة، مازن بكر بالخيور، أن الانتهاء من جمع العينات جرى خلال وقت قياسي، وذلك لإعطاء نتائج لكل المعلومات الجيوكميائية الخاصه بالدرع العربي.
وقال إن ذلك للاستخدام والاستثمار التعديني، وبالتالي تحفيز قطاع التعدين وجعل التعدين ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن أهمية المشروع تكمن في توفير المعلومات بجودة عالية جداً بأسلوب تقني واحترافي، ومراجعة الجودة عن طريق شركات عالمية وذات خبرة للوصول لأفضل النتائج.
الغطاء الرسوبي للسعودية
وأضاف بالخيور، أن المسح الجيوكميائي يشمل جميع أنحاء الدرع العربي من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب.
وأوضح أن جيولوجية المملكة منقسمة لقسمين درع عربي وغطاء رسوبي، وتبلغ المساحة التقريبية للدرع العربي حوالي 500 ألف كم، والنتائج التي حصلنا عليها إلى الآن تقريبا 60% من العينات التي جرى تحليلها.
وقال “إنه جرى رفع 40% منها لقواعد البيانات الخاصة بالمملكة العربية السعودية والآن نحن في صدد أن نرسل أخر 20% من هذه العينات للتحليل، وخلال الأشهر القادمة خلال هذا العام سيتم تحليل جميع العينات، وبالتالي إدخال جميع القيم والتحاليل لقواعد البيانات”.
وأضاف “بالخيور” أن الفترة القادمة سيتم العمل على مبادرة مماثلة لما جرى العمل عليها في الدرع العربي، وذلك للغطاء الرسوبي وهو الجزء الثاني من المملكة والممتد من شرق الدرع العربي من وسط المملكة إلى الخليج العربي.
البرنامج العام للمسح الجيولوجي
وقال مالك مبادرة البرنامج العام للمسح الجيولوجي د. وديع قشقري، إنه جرى الانتهاء من جمع آخر عينة في المسح الجيوكيميائي، وهو أحد مشاريع مبادرة البرنامج العام للمسح الجيولوجي.
وشرح بأنه يتم أخذ العينات من مجرى مائي، والذي يمثل كل الصخور للجبال المحيطة بالمنطقة وذلك بسبب الترسيب، ويتم من خلالها رسم خارطة لتركيزات العناصر، وبناءً عليها يتم معرفة المعادن الموجودة مثل الذهب والراديوم وغيرها.
وأكد أنه سيستمر بعد هذه المرحلة فحص العينات والتحاليل، كما جرى رفع التحاليل السابقة والنتائج مبشرة، والمستثمرين باستطاعتهم الاطلاع على البيانات الوطنية.
المعامل الصينية
وأشار قشقري إلى أنه جرى جمع 88800 عينة وهي إجمالي العينات التي تم جمعها ضمن أعمال الحصول على عينات من الرواسب الوديانية، وبعد ذلك سندخل لـ 10 آلاف عينة بتقنية أخرى والتي ترتبط أعمالها بالمرحلة الأولى.
وتابع بأنه يتم تحليل العناصر على أعلى مستوى بالعالم في المعامل الصينية، مؤكداً أن الدرع العربي مناسب لتكون المعادن، وهناك دراسات مسبقة أعطت دلالات مؤكدة لوجود معادن.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.