وفي مواجهة خطر الانقراض الذي يهدد النمر العربي، والذي يعد أحد أصغر وأكثر سلالات النمور تميزًا وندرة، تنبعث قصة أمل وتعاون قد تغير مصيره إلى الأبد.
إنقاذ النمر العربي
في قلب هذه الجهود تقف الهيئة الملكية لمحافظة العلا، التي أطلقت برنامجًا طموحًا يشمل الإكثار وإعادة التوطين، استهدفت من خلاله إنقاذ النمر العربي وموائله الطبيعية.
وذلك عن طريق مبادرةٍ ملحوظةٍ، إذ خصصت الهيئة 25 مليون دولار لإنشاء صندوق النمر العربي، مع التزام بتقديم 20 مليون دولار أخرى على مدى العقد القادم لدعم منظمة بانثيرا المعنية بحماية القطط الكبيرة والحفاظ عليها من خطر الانقراض.
وأكد المدير التنفيذي للحياة البرية والتراث الطبيعي لدى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، الدكتور ستيفن براون، في تصريح صحفي خلال الاحتفال الذي أقيم اليوم في العاصمة البريطانية لندن بمناسبة اليوم العالمي للنمر العربي، – الذي نظمته الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومؤسسة كاتمو سفير، أن المملكة العربية السعودية حققت إنجازاتٍ استثنائية في مجال حماية النمر العربي.
وأضاف: “نطمح أن نُبرز للعالم كله أن المملكة العربية السعودية تتبوأ مكانة ريادية في مجالات حماية الحياة البرية والحفاظ عليها”، مشيراً إلى أن الاحتفاء باليوم العالمي للنمر العربي في 10 فبراير، الذي قدمته المملكة وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجدد الآمال في تعزيز الوعي والدعم العالمي لهذا النوع البري النادر.
وأوضح أن هذا اليوم ليس تذكيرًا بجمال النمر العربي وأهميته البيئية فقط، بل هو أيضًا دعوة للعمل المشترك بين الدول والمنظمات والمجتمعات المحلية لضمان بقائه.
النمر العربي في المملكة
وفي محافظة العلا، تمتد محميات طبيعية على مساحة 12,500 كيلومتر مربع، وتعمل الهيئة الملكية للمحافظة على إعادة توازن البيئة، وتوفير الغذاء للحيوانات العاشبة، وهي الفرائس الرئيسية للنمر العربي، لتوفير البيئة المثالية لتكاثر النمر العربي، ومحميات وادي نخلة، وحرّة الزبن، وحرّة عويرض، وتعد الآن موائل مستقبلية واعدة لهذه النمور النادرة.
وتعكس هذه الجهود المقدمة التزام المملكة العربية السعودية العميق في حماية النمر العربي، ليس رمزًا لتراثنا الطبيعي فحسب، بل جزء حيوي من التنوع البيولوجي والنظم البيئية في المنطقة.
ومع كل خطوة نحو استعادة مواطنه وزيادة أعداده، تبرز قصة النمر العربي كونها شهادة على ما يمكن تحقيقه عندما يجتمع العالم لحماية كنوزه الطبيعية الثمينة.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.