في مثال حي وتاريخي على انتصار الحق في مواجهة الباطل، ضربت عملية تحرير الكويت نموذجًا لتضافر الجهود العربية والدولية لنصرة الحق بدعم سعودي غير محدود، لمواجهة أي قوة مارقة تريد التعدي على الحقوق.
يحل اليوم 27 فبراير، ذكرى تحرير الكويت الـ 33، حين نجحت الجهود العربية والخليجية بدعم ومشاركة من السعودية لصد العدوان على دولة الكويت الشقيقة.
صحيفة “اليوم” كانت على جبهة الحرب الإعلامية متابعة للحدث لحظة بلحظة، لتنقل لقرائها أهم مستجدات الأزمة التاريخية التي تكللت في النهاية بانتصار الحق في مواجهة العدوان.
في أغسطس 1990، قرر النظام العراقي السطو على الأراضي الكويتية، إذ غزت القوات العراقية المحافظات، واستمرت بها 7 أشهر حتى أنهت قوات التحالف المشتركة هذا الاحتلال.
جهود سعودية لاحتواء الأزمة
على الفور قاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – الجهود عبر اتصالات مكثفة، لإعادة الأمور إلى مجاريها الطبيعية بين العرق والكويت.
وتلقى الملك فهد اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب للتباحث بشأن الأزمة.
وفي 6 مارس، عقد مجلس الوزراء السعودي جلسة استثنائية، رأسها خادم الحرمين.
الجلسة اقتصرت على بحث ودراسة المستجدات الخطيرة التي تعرضت لها دولة الكويت الشقيقة حكومة وشعبًا.
واستمع المجلس إلى خادم الحرمين الشريفين، الذي أوضح حصيلة اللقاءات والاتصالات والمباحثات التي أجراها -رحمه الله- مع ملوك ورؤساء وقادة الدول العربية.
أمير الكويت: لسنا وحدنا
في كلمة وجهها صاحب السمو أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد جابر الصباح لشعبه، أكد أن بلاده لا تقف وحدها أمام العدوان الغاشم، ليشد من أزر أبناء وطنه، مؤكدًا أن الكويتيين إن لم يملكوا الأرض اليوم فهم يملكوا العزيمة للتحرير.
انسحاب غير مشروط
في يوم 20 فبراير، نقلت صحيفة “اليوم” تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-، إذ قال إن “المطلوب شئ واحد هو انسحاب عراقي غير مشروط من الكويت وسحب القوات العراقية من حدود المملكة”.
ونقلت عبر مصادر مختلفة، أن “القوات المشتركة في انتظار ساعة الصفر”، إذ أعلن البيت الأبيض الأمريكي استمرار العمليات العسكرية لتحرير الكويت رغم التحرك الدبلوماسي السوفييتي، في حين تواصل القوات المشتركة التمركز في مواقعها الأمامية النهائية في انتظار ساعة الصفر لبدء الهجوم البري.
ارتباط تاريخي بين المملكة والكويت
وقال الملك فهد -رحمه الله- في كلمة قبيل بدء التحرير ألقاها في مهرجان الجهاد، إن هناك ارتباطًا بين الكويت والمملكة العربية السعودية، ارتباط عائلي سواء كان بين المسئولين، أو ارتباطات عائلية بين الشعبين، بحيث قل أن تجد بيتًا في السعودية أو في الكويت إلا وهناك ارتباطات عائلية بينهم.
إذن العلاقات بين الكويت وبين السعودية هي علاقات تاريخية وأزلية.
بدء المناوشات وفتح الثغرات
في 21 فبراير، تواصل تحركات القوات المشتركة في الخطوط الأمامية المقرون بتوسيع دائرة المناوشات مع قوات المعتدي العراقي تفيد بأن المعركة البرية لتحرير الكويت على الأبواب، في وقت تشير فيه كل المؤشرات إلى أن الحسم العسكري هو الأقرب من التحركات الدبلوماسية الذي يتباطأ النظام العراقي في الرد عليها أملًا في تاجيل الهجوم البري.
“حانت ساعة الحسم”.. بهذه الكلمات الثلاث وصفت “اليوم”، التمهيد لانطلاق العملية البرية في الأراضي الكويتية في يوم 23 فبراير، موضحة أن الهجوم البري وشيك وسينفذ من عدة اتجاهات لإرباك وتشتيت القوت العراقية.
تحذير أخير
في يوم 23 فبراير، رصدت “اليوم”، التحذير الأخير من الحلفاء الذي أمهلوا النظام العراقي 24 ساعة للانسحاب من الأراضي الكويتية، وعنونت صفحته الأولى “الحلفاء يمهلون صدام 24 ساعة لبدء الانسحاب”.
انتهاء الإنذار
صحيفة اليوم في يوم 24 رصدت بدء الهجوم البري، وقالت في صفحتها الأولى:
“انتهاء الإنذار والقوات المشتركة تواصل اختراق دفاعات العراق وفتح ثغرات على طول خطوط المواجهة”
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش في بيان له، إن الحرب مستمرة حسب الجدول الزمني والخطط المقررة، مؤكدًا أسفه لأن العراق لم يتحرك قبل انتهاء فترة إنذار الحلفاء.
انطلاق عملية التحرير
بداية “التحرير” كانت في يوم 25 فبراير، إذ فتحت القوات ثغرات على طول خطوط المواجهة، مع إبقاء موعد بدء العملية سريًا، وعنونت “اليوم” صفحتها الأولى بمانشيت من كلمة واحدة هي “التحــــــــــريـــــــــر”.
انسحاب العراق
أعلنت إذاعة “بغداد الملتقط” في بثها بلندن من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، يوم 26 فبراير، أن القوات العراقية ستنسحب إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها في الأول من أغسطس الماضي قبل غزو الكويت، فيما يبدو بأنه استسلام صريح.
وجاء عنوان “اليوم” في هذا اليوم “استســـــــــــــــــــــلام العـــــــــــــــــــراق”.
استمرار القتال وسقوط الاحتلال
وبكلمة واحدة لخصت “اليوم” مشهد الحرب عندما عنونت صفحتها الأولى بعنوان “السقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوط”، وكتبت أن دول التحالف ترفض عرض صدام حسين وتعلن استمرار القتال.
وأعلنت دول التحالف الدولي استمرار المواجهة العسكرية مع العراق، وطالبت صدام حسين بإعلان التزامه بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الـ۱۲ الخاصة بأزمة الخليج.
وأعلن الرئيس العراقي الانسحاب من الكويت دون شروط، وأصدر أوامره إلى قواته ببدء الانسحاب تنفيذًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 110، فيما عدّه المراقبون إعلانًا بالهزيمة، واعترافًا بالسقوط لأن قواته لم تقم بأي قتال حقيقي.
انتصار المقاومة ونهاية الاحتلال
جاء الانتصار في 28 فبراير، إذ أعلنت القيادة المشتركة تحرير مدينة الكويت بالكامل، في الوقت الذي أفادت فيه التقارير العسكرية بدخول طلائع من القوات الكويتية إلى المدينة في مقدمة القوات العربية والدولية، ورُفع العلم الكويتي وسط مهرجانات شعبية بالتحرير بعد نحو 7 أشهر من الغزو.
وكتبت “اليوم” في صدر صفحتها الأولى باللون الأخضر الكبير “تحـــــــــــــــــريــــــــــر الكــــــــــــــــــــــــويـت”، وقالت إن العراق أبلغ الأم المتحدة بموافقته على دفع التعويضات وإلغاء احتلاله للكويت.
عاصفة الصحراء تنجح والكويت تعود
بعد التحرير جاء الترحيب، إذ عنونت صحيفة “اليوم” صفحتها الأول بـ” ترحيب دولي بنجاح عاصفة الصحراء”، وقالت: “انتصار الحق على الباطل والحرية على العنف”.
عودة أمير الكويت احتفالات النصر
في 14 من مارس، خرج آلاف المواطنين والمقيمين لاستقبال أمير الكويت، وأبرزت “اليوم” ذلك في صفحتها الأولى، بعنوان: “الشيخ جابر يعود اليوم إلى الكويت”.
واحتفلت الجماهير بزهوة النصر، مستقبلة أمير الكويت استقبال الأبطال بعد 7 شهور من مقاومة الاحتلال بدعم سعودي ودعم الأشقاء، وفي هذا الحدث قالت “اليوم” في صدر صفحتها الأولى يوم 15 مارس: “استقبال شعبي حافل للشيخ جابر لدى وصوله الكويت”.
القوات السعودية المشاركة في حرب تحرير الكويت:
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.