وقالت أستاذ الشخصية وعلم النفس الاجتماعي المساعد د. أماني بنت محمد الدوسري: “تتعدد الأسباب النفسية التي قد تلعب دورًا في دوافع الأشخاص لتصوير ونشر الحوادث المرورية، فقد يشعر بعض الأشخاص بالمسؤولية أو بأنهم يؤدون واجبًا مجتمعيًا عند نشر مثل هذه الأحداث، في حين أن البعض قد ينجذبون إلى الأحداث الصادمة ويشعرون بنوع من الانفعال القوي عند مشاهدتها أو نشرها”.
وأضافت “الدوسري”: “التقاط أو نشر صور الحوادث يمكن أن يوفر للبعض شعورًا مضللًا بالسلطة على الموقف، ومن الأسباب أيضًا التي قد تدفعهم لمثل هذا التصرف هو أن بعض الأشخاص يكونون مفككين عاطفيًّا عن الحدث بحيث لا يتأثرون بالعواقب الأخلاقية لأفعالهم، ومهما كانت الدوافع، فلا بد من مراعاة الأخلاقيات قبل نشر المحتويات التي قد تكون مؤثرة أو مضرة بالآخرين”.
وقالت أستاذ الإرشاد النفسي والإشراف الاكلينيكي المشارك د. عبير بنت علي رشيد: “يزداد في شهر رمضان المبارك تكرار الحوادث المرورية بدرجات خطورة مختلفة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل أبرزها اختلاف الروتين اليومي وتغيير مواعيد النوم والعمل وأوقات الإفطار”.
وأكمل: “هناك من يعاني من أمراض عضوية مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم، وآخرين يعانون من أمراض نفسية كالقلق والتوتر وتقلب المزاج المرضي، أضف إلى ذلك أن للتوقف عن المنبهات في أوقات الصباح والمعتاد عليها بشكل يومي دور مهم في تقلبات المزاج لدى الصائم، ولا ننسى فئة المدخنين والذين يعتبرون أكثر عرضة لنوبات الغضب والانفعالات في حال التوقف المفاجئ عن مادة النيكوتين في الدماغ، في صباح شهر رمضان المبارك، وكل ذلك يخلق نوعًا من العشوائية في التصرف وعدم القدرة على ضبط الانفعالات أثناء القيادة والنتيجة حوادث خطيرة”.
إدمان التواصل الاجتماعي
وأضافت “رشيد”: مع تكرار الحوادث المؤلمة والخطيرة نجد ظاهرة سلوكية غير محمودة عند البعض، تتمثل في الوقوف على الحادث وتصويره ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، ضاربين عرض الحائط بخصوصية الأفراد وتعطيل وصول سبل السلامة العاجلة في حينه، وتعريض حياة أصحاب الحوادث للخطر الشديد بالإضافة الى الألم النفسي الذي قد يصيب المشاهد من أهل المصاب أو من الفئات العمرية الصغيرة والحساسة.
وأوضح أن بعض أصحاب هذه السلوكيات لديهم حب الاستطلاع والفضول خاصة أصحاب الشخصيات الاستعراضية الذين يستمتعون بأسبقية نقل الاحداث والترويج لها مما يشعرهم بقيمتهم التي يفتقدونها بسبب تدني ثقتهم بأنفسهم، كما أن مدمنس مواقع التواصل الاجتماعي يجدون هذه الحوادث مادة خصبة سريعة الترويج.
عقوبات وغرامات
وحددت لائحة الذوق العام وجدول تصنيف المخالفات بعد التعديل -بحسب الغامدي-، عقوبات و غرامات مالية تصل إلى أكثر من خمسة آلاف ريال على تصوير الحوادث المرورية والحوادث العرضية والأشخاص والعامة في الحق العام بالإضافة لإلزامهم حذف هذه المقاطع والصور والتعهد الشديد عليهم مع بقاء الحقوق الخاصة لأصحابها ما يلحق بأفعالهم من أضرار بحسب كل واقعة.
ارتفاع مستوى التوتر للصائم
ولفتت إلى أن مخالفة عرقلة السير من المخالفات المرورية التي يعاقب مرتكبها بغرامة مالية تتراوح بين (٥٠٠/٣٠٠) ريال في التباطؤ أثناء السير على نحو يعرقل الحركة، كما أنه من باب حماية الأماكن العامة والذوق العام فيها نصت لائحة المحافظة على الذوق العام على أن غرامة تصوير الأشخاص بشكل مباشر دون استئذانهم، أو تصوير الحوادث الجنائية أو المرورية أو العرضية دون الحصول على إذن أطرافها مع إلغاء وحذف الصور بمبلغ وقدره 1000 ريال للمرة الأولى و2000 ريال في حال التكرار .
إعاقة الفرق الإسعافية
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.