مغتربون ينقلون الأجواء الرمضانية السعودية إلى تونس

مغتربون ينقلون الأجواء الرمضانية السعودية إلى تونس



اعتاد معظم السعوديين تمضية شهر رمضان بين عائلاتهم وخلانهم في كنف اللحمة والمودة، وإحياء عادات وتقاليد الأجداد، بينما دفعت الظروف فئة أخرى للاغتراب وتمضية شهر رمضان بعيدًا عن حضن الوطن ودفء العائلة.
ومن هؤلاء المنتسبين إلى بعثة سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، الذين لبوا نداء الواجب وانتقلوا للعيش خارج وطنهم خدمة لمصالح المملكة وللرعايا السعوديين في الخارج.

الاندماج في البلد المضيف

ويجمع الكثير من هؤلاء المغتربين أنه مهما كان الاندماج في البلد المضيف ممكنًا، فإن البُعد عن تراب المملكة وأجواء العائلة يبقى له أثر كبير في نفسية المغترب ،خاصة خلال شهر رمضان، فلا تلغي الأجواء الرمضانية في البلد المضيف الحنين إلى الأجواء في الوطن وسط الأهل والأصدقاء والعادات والتقاليد.
ويؤكد هذا الرأي الموظف في بعثة المملكة لدى تونس سلمان المزيعل، الذي قال إنه وكثير من زملائه المقيمين في تونس، استطاعوا التأقلم مع التقاليد التونسية والاندماج وسطها، بل ويشعرون بأنهم مرتاحون للعيش في بلد إسلامي يشتركون معه في نفس القيم الدينية والروحية رغم بعدهم عن وطنهم.
وأكد أن الحنين إلى الوطن يشتد كلما اقترب الشهر الفضيل، والإقبال على شراء المواد الغذائية وتزايد نشاط حركة البيع والشراء في التمور بأنواعها وأصنافها المختلفة.

وأشار المزيعل إلى أنه استطاع هو ورفاقه إيجاد أجواء رمضانية سعودية مصغرة من خلال تبادل الزيارات وإعداد الأكلات الخاصة بهذا الشهر الفضيل.

عادات شهر الصيام

وغير بعيد عن هذا الرأي، يؤكد زميله عبدالله عسيري، أن المجتمع السعودي يحرص كجميع المجتمعات الإسلامية، حرصًا شديدًا على إحياء الشهر الفضيل بالكثير من العادات والتفاصيل الخاصة بشهر الصيام، كالتراحم والتواصل الاجتماعي وسط أجواء روحانية تلقي بظلالها على مظاهر الحياة في مختلف مدن المملكة التي تزدان بأبهى حللها وأنصعها ضياء وإشراقًا.
ويستذكر عبدالله أجواء الشهر الكريم في مدينته أبها، حيث تتوهج الشوارع والمراكز التجارية وواجهات الفنادق والمطاعم بالأهلة والنجمات المتلألئة لشهر رمضان.
وأضاف: “لم نشعر يوما بالغربة في تونس حيث وجدنا التعامل الطيب من أشقائنا التوانسة، الذي شجعنا على بناء العلاقات الأخوية الطيبة مع الجميع وتبادل الزيارات معهم خصوصًا في هذا الشهر الفضيل، ومشاركة وجبات الإفطار الرمضانية في جانبيها السعودي والتونسي.

أما عبدالرحمن عبدالله الخريجي الموجود في تونس منذ أكثر من سنتين، فيشدد على أن الحنين الى الوطن شعور لا يمكن تجاوزه رغم كل جهود التأقلم في البلد المضيف، ورغم التقارب الثقافي بين المملكة وتونس فإن الكثير من الخصوصيات لا يمكن أن نجدها إلا في المملكة وبين عائلاتنا، وأن الأطعمة التي تعدها عائلاتنا والأجواء التي نعيشها مع أسرنا لا يمكن تعويضها.
وأضاف أنه وجد في بقية أفراد البعثة وارتباطهم ولحمتهم عائلته الثانية التي استطاع بفضلها إيجاد الأجواء التي يفتقدها، وأن سفارة المملكة تعد البيت الكبير الذي يأوي إليه أفراد البعثة وجميع السعوديين الموجودين في تونس.

التضحية في سبيل الوطن

ورغم إجماع كل أفراد البعثة الدبلوماسية السعودية في تونس على حنينهم إلى وطنهم وللأجواء الرمضانية الخاصة بين ربوع الوطن، فإنهم يعبرون عن سعادتهم بتضحياتهم في سبيل خدمة بلدهم وتمثيل المملكة في الخارج وتقديم الخدمات إلى كل قاصدي سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تونس من سعوديين وأجانب.




اكتشاف المزيد من موقع UZ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *