صعدت الرياض تسع مراكز على مؤشر كيرني للمدن العالمية 2023، لتتصدر بذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال رأس المال البشري.
ورغم المشهد العالمي المتغير، إلا أن المدن الرئيسية في المملكة قد شهدت تحسناً كبيراً في أدائها، حيث كانت التجارب الثقافية من بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في تحقيق المملكة للإنجازات المهمة في التصنيف العالمي.
أخبار متعلقة
مؤشر المدن العالمية
يهدف مؤشر المدن العالمية إلى قياس قدرة المدن على جذب التدفقات العالمية لرأس المال والأشخاص والأفكار، والاحتفاظ بها وتوليدها. ويتم قياس المدن من خلال 5 أبعاد رئيسية تشمل النشاط التجاري ورأس المال البشري وتبادل المعلومات والتجربة الثقافية والمشاركة السياسية.
وأظهرت النتائج أن المدن السعودية الرئيسية قد حققت تقدمًا ملحوظًا في تصنيفها على المؤشر العالمي لهذا العام، وسجلت الرياض قفزة بواقع تسع نقاط، فيما حققت جدة والدمام زيادةً بواقع ثلاث نقاط، وسجلت أبها نقطة واحدة، في حين حافظت كل من المدينة المنورة ومكة المكرمة على مركزيهما لعام 2022.
بالإضافة إلى ذلك، حققت جميع المدن السعودية الرئيسية تقدمًا في مجال تبادل المعلومات؛ وشهدت الرياض والدمام تحسناً كبيراً في مجال التجربة الثقافية بواقع 12 و15 نقطة على التوالي، بالمقارنة مع نتائجهما في العام الماضي.
كما شهدت المدينتان نموًا ملحوظًا في مجال رأس المال البشري، حيث احتلت الرياض المركز الأول على مستوى المنطقة في هذا المقياس.
وقال رودولف لومير، الشريك في المعهد الوطني للتحولات، كيرني الشرق الأوسط: “في ظل المشهد العالمي المتغير، فإننا نلاحظ تغيراً في التسلسل الهرمي التقليدي للمدن العالمية، حيث تقترب المدن الناشئة من مراكز متقدمة للمدن العالمية الرائدة.
وأضاف: بفضل استمرار المملكة في تعزيز رؤيتها الوطنية التحولية، نجحت المدن الرئيسية في السعودية في ترسيخ مكانتها كمراكز للازدهار والمرونة والفرص.
وأكد لومير: إن الأداء الاقتصادي القوي للمملكة رغم الظروف العالمية المتغيرة، إلى جانب التزامها بتعزيز قابلية العيش وجذب المواهب، أسهم في تحسين أداء مدنها الرئيسية بشكل كبير في مرحلة ما بعد الجائحة”.
النظرة المستقبلية للمدن
بينما يقيس مؤشر المدن العالمية GCI الأداء الحالي للمدن العالمية، يهدف تقرير النظرة المستقبلية للمدن العالمية GCO إلى التنبؤ بالإمكانيات المستقبلية للمدن؛ حيث يكشف هذا المؤشر أيضاً عن توزيع جديد للفرص عبر مناطق مختلفة.
كما أظهر التقرير أن المدن الأوروبية حافظت على حضورها القوي في المراكز الثلاثين الأولى، في حين قفزت بعض المدن الرئيسية في آسيا، بما في ذلك سيول وأوساكا وتشيناي، إلى مراكز متقدمة على هذا المؤشر.
أما بالنسبة للمدن غير الرئيسية في الولايات المتحدة، فكان أدائها جيدًا رغم الاضطرابات التي شهدتها في السنوات القليلة الماضية؛ حيث نجحت في جذب المواهب ورؤوس الأموال، مما عزز حضورها كمنافس قوي للمدن العالمية الكبرى.
ومن المتوقع أن يؤدي التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي والاتجاه نحو العمل عن بُعد إلى تقليل أهمية الوجود الفعلي للأشخاص في المجالات المرتبطة تقليديًا بالمدن الكبرى، مما قد يتسبب في حدوث اضطراب أكبر للمدن العالمية.
بدورها أضافت برينا باكستاف، مدير المعهد الوطني للتحولات، كيرني: “في ظل المشهد العالمي المتغير لتوزيع الفرص، لا يمكن للمدن العالمية ضمان بقائها في صدارة التصنيف العالمي.
وأشارت إلى أن التسلسل الهرمي التقليدي للمدن العالمية الرئيسية سيشهد تغييراً في المستقبل في ضوء انتشار فرص النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية بفضل الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي.
واختتمت قائلة: إن المدن التي تتبنى نموذجًا متجددًا يمتاز بالمرونة والرؤية المستقبلية، ستكون قادرة على المنافسة في التصنيف العالمي”.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.