وأوضحوا في حديثهم لـ”اليوم” بمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الكبدي الفيروسي، أن التقديرات تشير إلى أن 325 مليون شخص من جميع أنحاء العالم يعانون التهاب الكبد (ب) و(ج).
تطورات علمية في المكافحة
أوضح استشاري أمراض وزراعة الكبد وأمراض الجهاز الهضمي والمناظير د. عبدالله سعيد قزي الغامدي، أهمية اليوم العالمي للالتهاب الكبدي الفيروسي قائلًا: “يشكل اليوم العالمي للالتهاب الكبدي الفيروسي فرصة مهمة لتسليط الضوء على التقدم العلمي والتطورات الجديدة في مجال مكافحة هذه الأمراض، والتي تؤثر على ملايين الأشخاص في العالم”.
وأضاف: بالإضافة إلى التوعية العامة، فإنه يجري تسليط الضوء على التحديات المستمرة والمستجدات المتعلقة بالتهاب الكبد الفيروسي ب والكبدي ج، ولا يزال هذان الفيروسان يمثلان تحديًا صحيًا عالميًا، إذ يؤثران على ملايين الأشخاص، ويسببان مضاعفات خطيرة، مثل تليف الكبد وسرطان الكبد دون ظهور علامات تقدم المرض.
نجاح التحصينات في المملكة
وأضاف د. الغامدي: “في المملكة العربية السعودية، أثبتت التحصينات ضد الفيروس الكبدي (ب) نجاحها منذ بدايتها في نهاية الثمانينيات الميلادية، وأصبح جيل الشباب إلى سن الثالثة والثلاثين محصنًا”.
وتابع: هذه الشريحة تمثل 75% من المواطنين، ما جعل الفيروس منحصرًا في النسبة الأقل من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الأربعين، بحيث لا تتجاوز نسبة الفيروس الإجمالية 1.3%.
وأشار إلى أن نسبة نشاط الفيروس في المصابين قليلة جدًا، وتوجد أدوية لتثبيط نشاطه، والأبحاث العالمية ما زالت تحمل المبشرات بإيجاد عقارات للقضاء على هذا الفيروس نهائيًا في القريب العاجل بإذن الله.
تطورات علاجية
وأردف د. الغامدي: “شهد علاج التهاب الكبد الفيروسي (ج) طفرة كبيرة مع ظهور الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر، والتي تمتاز بفعاليتها العالية وقدرتها على شفاء المرضى بنسبة تصل إلى أكثر من 95%”.
وأضاف: هذه الأدوية الفموية متاحة في جميع مناطق المملكة منذ عام 2013، وجرى علاج آلاف المرضى، ما أدى إلى انحسار الفيروس بشكل كبير جدًا، إذ أصبحت نسبته لا تتجاوز 0.1% وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الأخيرة.
وتابع: الهدف هو القضاء على فيروس (ج) كمصدر خطر بحلول عام 2030، واليوم العالمي للالتهاب الكبدي الفيروسي هو فرصة لتعزيز الجهود العالمية والمحلية لمكافحة هذه الأمراض من خلال دعم الأبحاث المستمرة، وتوسيع نطاق حملات التوعية، وتوفير الفحص السريع والعلاج الوقائي والفعّال للمحتاجين.
مخاطره وطرق انتقاله
وقال استشاري الجهاز الهضمي والمناظير العلاجية المتقدمة في مستشفى الملك فهد الجامعي، د. إبراهيم الزهراني: “يشكل التهاب الكبد الفيروسي خطرًا صحيًا كبيرًا، وهناك 5 سلالات رئيسية “أ، ب، ج، د، هـ”، تختلف هذه السلالات في طرق انتقالها، وشدة المرض، وأساليب الوقاية.
وتابع: يتسبب النوعان ب وج في أمراض مزمنة تصيب ملايين الأشخاص عن العالم، ما يؤدي إلى تليف وسرطان الكبد، وتشير التقديرات إلى أن 325 مليون شخص من جميع أنحاء العالم يعانون التهاب الكبد ب وج.
أعراض الالتهاب الكبدي
وأضاف د. الزهراني: “أعراض التهاب الكبد تشمل اليرقان، البول الداكن، والغثيان، وقد يتطور المرض في بعض الحالات ليصبح مزمنًا.
وتابع: ينتقل التهاب الكبد (أ) عبر الطعام والماء الملوثين، بينما ينتقل (ب) من الأم إلى الطفل وفي أثناء الممارسات الجنسية ونقل الدم، أما التهاب الكبد (ج) فينتقل عن طريق الدم والممارسات الجنسية.
وأشار إلى أن من أكثر أعراض الإصابة بجميع أنواع التهابات الكبد شيوعًا، اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، والبول الداكن، والغثيان والقيء، وفي بعض الحالات يشفى المريض دون مضاعفات أو تدخل طبي، بينما في بعض الحالات قد يتطور ليصبح مرضًا مزمنًا يصل إلى تليف أو سرطان في الكبد.
علاجات حديثة وسبل الوقاية
وأكد د. الزهراني أن العلاجات الحديثة، خاصة لالتهاب الكبد (ج)، تحقق نسب شفاء تتجاوز 95%، وأن الوقاية تشمل التطعيم والفحص الدوري.
وقال: خلصت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أنه يمكن منع 4.5 مليون حالة وفاة مبكرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول عام 2030، من خلال التطعيم والاختبارات التشخيصية والأدوية وحملات التثقيف.
فعالية القضاء على الفيروس
وتابع د. الزهراني: “تسعى حكومتنا الرشيدة ضمن رؤية 2030 إلى الحد من التهابات الكبد وتوسيع نطاق الفحص والعلاج، وتنفذ وزارة الصحة برنامجًا طموحًا لعلاج مرضى التهاب الكبد (ج) بأدوية فعالة جداً وآمنة، ويهدف إلى استئصال هذا المرض بحلول عام 2030 بمشيئة الله.
وأضاف: يجري حاليًا من خلال البرنامج إعطاء الأولوية للمرضى الأكثر عرضة لتدهور وظائف الكبد، وأيضًا الفئات التي قد تنقل العدوى لغيرها، بغض النظر عن مراحل المرض مثل: النساء في سن الحمل والإنجاب، ومرضى الفشل الكلوي.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.