وبين أن من تلك الدلائل، أن الله خلق في النفس الإنسانية الضحك والبكاء، فيضحك الإنسان ويبكيه، وكل ذلك مما ركبه الله في طبع الإنسان وفطرته، قال تعالى “وأنه هو أضحك وأبكى”، فالله تعالى أتى بالأمرين وهما متقابلان ليعلم بأنه على كل شيئ قدير، وقادر على خلق الضدين.
وبين أن هدي النبي خير الهدي، وهو الهدي الأمثل في كل الأحوال البشرية، وقد مر صلى الله عليه وسلم على أحوال كثيرة متقابلة، ومنها الضحك والبكاء.
وقد بين العلماء هديه في ذلكن فأما ضحكه عليه الصلاة والسلام، فقال ابن القيم رحمه الله، كان كل ضحكه التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجزه، وكان يضحك مما يُضحك منه وهو مما يُتعجب منه ويُستندر وقوعه.
فيديو | خطيب المسجد الحرام الشيخ د. فيصل غزاوي: لا يفرح المرء أو يضحك شماتة بأخيه المسلم ولا يعيره بما ابتلاه الله به من فقر أو مرض أو عاهة في جسده#الإخبارية pic.twitter.com/0ZI51pkWOh— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 23, 2024
آداب الضحك
ومما يراعى في الضحك ألا يُحدث المرء بالكذب لإضحاك غيره، كما جاء في تحذير النبي من ذلك، إذ قال: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب.
كما يراعى ألا يكثر المرء من الضحك، فإن كثرته تميت القلب، وينبغي أن يعلم أن من الضحك ما هو مذموم، فلا يضحك المرء عند سماع أو رؤية المنكر، ولا يضحك شماتة في أخيه المسلم، ولا يفرح بذلة أخيه أو خطأه، بل ينصح له ويدعو له بالهداية والتوفيق.
كما على المرء ألا يظهر الفرح بما نزل بإخوانه المسلمين من بلاء وكرب أو أصابهم من محنة وشسدة، بل يحزنه ما هم فيه، فيدعو لهم بالفرج والنجاة وصلاح الحال.
وبين أن أعظم ما يحذر من الضحك القبيح المذموم، أن يضحك المرء سخرية واستهزاءً بالله أو بآياته او رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك كفر بالله تعالى، وقد أخبرنا الله تعالى ان الكفار في الدنيا كانوا يضحكون من المؤمنين سخرية منهم.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.