عبور الأودية أثناء جريانها تصرف طائش والعقوبات رادعة

عبور الأودية أثناء جريانها تصرف طائش والعقوبات رادعة


أكد مختصون لـ”اليوم” بأن عبور الأودية أثناء جريانها مخالفة يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة المالية، ويعد تصرف طائش يهدد الحياة، خصوصاً مع بدء موسم الأمطار في مختلف مناطق المملكة.
وقال القاضي بالمحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة وجرائم الإرهاب سابقًا، أستاذ القانون الخاص، د يوسف الغامدي: “حرم الله على البشر تعريض أنفسهم للخطر فقال عز وجل (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وانطلاقًا من ذلك الشرع الحكيم والتشريع الرباني العظيم استمدت بلادنا المملكة العربية السعودية قانونيًا شرائعها والأنظمة والقوانين والإجراءات مراعية في ذلك المصالح المرسلة وحماية الناس في كل مكان و زمان خاصة وقت حصول نعمة الله وهي الأمطار والغيث وسيول الأودية والشعاب”.

وأضاف: “لذلك شددت واجتهدت المملكة في توفير الأسباب بالحماية والوقاية من خلال جميع الوسائل التقليدية والمبتكرة لتحذير المواطنين والمقيمين في ثرى هذه البلاد المباركة للحرص على حمايتهم وسلامتهم ثم فرضت العقوبات الرادعة والزاجرة للمستهترين بالقانون المجازفين بإلقاء أنفسهم في التهلكة؛ فضلا عن إحداث عبء زائد على الجهات الحكومية المختصة؛ ولذلك وجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالتعليمات والقوانين ولزوم إرشادات السلامة خاصة في مواسم الخيرات والبركات”.

الالتزام بتعليمات المرور

وقال المختص في علم الجريمة د. عبدالعزيز آل حسن: “يستغرب العقلاء والتربويون والعاملون في الجهات الأمنية وحتى عامة الناس من التصرفات المتكررة ذات الطابع غير العقلاني والتي تحدث أثناء مواسم الخيرات ونزول الأمطار وجريان الأودية والشعاب، حيث نرى العديد من الشباب يرمي بنفسه إلى التهلكة وسط تيارات الأمطار الجارفة بلا تفكيرواهماً أنه بطل يصارع الطبيعة ويواجه قوة إنجراف المياه ومتأكداً من قدرة مركبته واحترافية قيادته أن باستطاعته تجاوز ذلك الوادي أو تلك القوة الجارفة من المياه فيرمي بنفسه وماله ومركبته وأصدقائه إلى حتفهم”.

د عبدالعزيز آل حسن

وأضاف “آل حسن”: “كما يقال (العاقل خصيم نفسه) فلا تكن صيداً سهلاً للعقول الفارغة التي تصفق لك لترمي بحياتك الى الموت مقابل صرخات التشجيع الفاشلة، وكن عاقلاً متصرفاً يعطي الأمور قدرها، ولا ترتكب بحق نفسك وأسرتك وممتلكاتك جريمة تندم فيها على نفسك، واعلم أن الالتزام بتعليمات المرور والدفاع المدني هو للحرص عليك وعلى سلامتك”.

قيمة الغرامة المالية

الباحثة القانونية ندى الخاير، قالت إن نظام المرور السعودي في نص مادته الـ62 بين عقوبة مخالفة عبور الأودية والشعاب أثناء جريان السيول بمعاقبة من كان مفرطاً بالسجن مدة لا تزيد على سنة واحدة وبغرامة مالية على عشرة آلاف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، ومن الناحية القانونية نلتفت النظر إلى من يعاود ارتكاب تلك المخالفات إلى أن نظام المرور سيغلظ العقوبة لتصل إلى إحالة المخالفة قضائياً وتطبيق العقوبات الرادعة في من يخالف أنظمة المرور بمن يعرض النفس إلى الخطر.

ندى الخاير

حواجز وشباك

وقالت الأكاديمية د. عبلة عبد الجليل مرشد: “المرور أو العبور عبر مجاري الأودية خطيرة جدًا في فترة سقوط الأمطار والتي تتسبب في جريان السيول الجارفة بسبب هطولها في فترات قصيرة وتكون غزيرة جدًا في أيام متتالية أحيانًا، وللأسف كثيرًا ما نسمع عن حوادث مختلفة حول ذلك في فترة سقوط الأمطار، وفرض غرامات أمر جيد لضبط المتساهلين في العبور والحد منه بقدر الإمكان”.

د عبلة مرشد

وأضافت: “اعتقد لو أقيمت حواجز وشباك حول تلك الأودية لمنع العبور الدائم باستثناء منافذ قليلة تتاح لمن يجد ضرورة في ذلك كالرعاة وغيرهم، كذلك يمكن إنشاء كباري أعلى فوق الوديان لتكون طرق عبور، حتى لا يضطر أحد إلى عبورها حتى في المناطق النائية والبعيدة حفظا للأرواح، وبالطبع التوعية الإعلامية والاهتمام بها ضروري على كافة المستويات، كثير أو جميع من يعبرون الأودية أثناء السيول هم في الغالب يفتقدون الوعي بتلك الخطورة ولا يدركون عواقبها، لذا فان الحل يكون في تعدد وسائل منع العبور ومراقبته ميدانيًا”.




اكتشاف المزيد من موقع UZ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *