مختصون لـ “اليوم” عقوبات رادعة لإشعال النار في الأماكن غير المخصصة

مختصون لـ “اليوم” عقوبات رادعة لإشعال النار في الأماكن غير المخصصة


أكد مختصون لـ “اليوم” أن السلوكيات السلبية للأنشطة البشرية في البيئة تعتبر من التحديات التي تواجهها البيئة المحلية من خلال استغلال الموارد الطبيعية بشكل مفرط العبث بها، مشيرين إلى أن النظام جرم إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة لما فيها من اضرار بالبيئة والمجتمع.

شددت القوات الخاصة للأمن البيئي، على المتنزهين، بالمحافظة على مواقع التنزه وعدم إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها، وأكدت أن إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، يُعد مخالفة للأنظمة، ويعرض مرتكبها للعقوبة.

وتصل غرامة مخالفة إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة إلى 3000 ريال ودعت القوات إلى الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداء على البيئة أو الحياة الفطرية على الرقم «911» بمناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية، و«999» و«996» في بقية مناطق المملكة.

تحديات البيئة المحلية

قالت استاذ علم البيئة النباتية المشارك والناشطة والمهتمة بالنبات البري والبيئة، د. موضي عبيدان العتيبي،: “من التحديات التي تواجهها البيئة المحلية السلوكيات السلبية للأنشطة البشرية من خلال استغلال الموارد الطبيعية بشكل مفرط أو العبث بها، لذا وضعت الجهات المعنية بالبيئة استراتيجياتها وخططها للحفاظ على الموارد الطبيعية المتجددة في البيئة وتحقيق استدامتها ومنها سن الأنظمة والقوانين وتنفيذ العقوبات والتي لها دور في كف العبث بالموارد الطبيعية وتخفيف السلوكيات السلبية للأنشطة البشرية، حيث وضعت القوات الخاصة للأمن البيئي الغرامات المالية على الانشطة البشرية المخالفة مثل إشعال النار في غير الاماكن المخصصة ومن دون أخذ الاحتياطات المناسبة”.

د موضي العتيبي (2)

وأضافت “هذه السلوكيات إلى تدمير المواطن للبيئة والإضرار بمكونات التربة وحرق للنباتات والأشجار، لذا فإن الغرامات قد تكون مجديه في كف العبث و لها دور في التوعية بأهمية البيئة والمحافظة عليها و تعزيز السلوكيات الايجابية و ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وتحقيق استدامته”.

ثقافة بيئية قانونية

قال المحامي أحمد المالكي: “انتشر في الآونة الأخيرة قيام بعض الأفراد بإشعال النار في بعض الأماكن غير المخصصة لذلك، إما تهاوناً منهم وإما عدم وجود الثقافة البيئية والقانونية لديهم”.

وأشار إلى أن إشعال النار في غير الأماكن المخصصة مخالفة تعاقب عليها النظام، حيث نصت المادة (19) من نظام البيئة على “مع مراعاة ما ورد في المادة (الثامنة عشرة) من النظام؛ يُحظر كل ما من شأنه الإضرار بأراضي الغطاء النباتي، أو الإخلال بالتوازن الطبيعي فيها، وعلى وجه الخصوص ما يلي: (إشعال النار داخلها في غير الأماكن المخصصة لذلك التي تحددها الجهة المختصة، ونصت الفقرة (25) من جدول المخالفات الوارد في اللائحة التنفيذية لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر لنظام البيئة على أن عقوبة إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها في المرة أولى مبلغ الغرامة (1,000) ألف ريال سعودي، وفي المرة الثانية (2,000) ألفي ريال سعودي، وفي المرة الثالثة (3,000) ريال سعودي بالإضافة إلى إزالة المخالفة وإصلاح الضرر ودفع التعويضات).

أحمد المالكي

وأضاف المالكي: “النظام جرم إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وواجب على أفراد المجتمع معرفة القوانين واللوائح وعدم مخالفتها لما في ذلك الإضرار بالبيئة والمجتمع”.

وأوضح إلى أن المنظم عند تقديره للغرامة جعلها متدرجة ففي المرة مخففة بقيمة ألف ريال فقط تخفيفاً على كاهل المخالف لأنه قد لا يعلم أن ما يقوم به مخالفة نظامية تستوجب الغرامة، وفي حالة عاد المخالف لارتكاب المخالفة مرة أخرى فقد غلظ المنظم العقوبة وجعلها في المرة الثانية مبلغ ألفي ريال سعودي، وفي المرة الثالثة ثلاثة آلاف ريال وهي عقوبة رادعة للمخالف والهدف من ذلك هو حماية البيئة والمجتمع.

عقوبات رادعة

فيما قال الناشط البيئي د.عبدالله بن سليمان الفهد: إن العقوبات المقررة على المخالفات المضرة بالبيئة ومنها عقوبة إشعال النار في الأماكن غير المخصصة ستساهم في حماية البيئة وتنمية عناصرها الأساسية وتزيد من الوعي البيئي وتنمية قيم الحيوية والتعامل مع مكونات الطبيعة بطريقة إيجابية، وسن العقوبات وتطبيقها مع نشر الوعي والتثقيف سيخرج أجيال لديها الوعي الكافي وسيردع المخالفين والغير مبالين في قيم البيئية والسلوك البيئي المطلوب.

الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد (1)

وقال عضو هيئة التدريس في كلية الصحة العامة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. سعد الدهلوي، إن فرض القوانين والغرامات المالية الرادعة لمخالفات إشعال النار في أماكن غير مخصصة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الحفاظ على البيئة. حيث أن تشجيع المجتمع على الالتزام بالقوانين وتوعيتهم بأهمية حماية البيئة، كما يقلل من المخالفات.

وأضاف “طبعاً هناك حاجة أيضًا إلى حملات توعية مستمرة لزيادة الوعي بأخطار إشعال النيران غير المراقبة وتشجيع الناس على استخدام الأماكن المخصصة لذلك. ويأتي هنا أهمية التعاون بين الجهات الرقابية والمجتمع في هذا الجانب بحيث يمكن أن يسهم في الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة”.

وتابع الدهلوي: “يمكن توجيه حملات توعوية مكثفة عبر مختلف وسائل الإعلام وتوضيح المخالفات البيئية وكيفية تجنبها وذلك من خلال إطلاع الناس على لائحة المخالفات وأخطار إشعال النار في الأماكن غير المخصصة، ومن الأهمية بمكان توضيح الطرق السليمة لإشعال النار وضرورة اتباع وسائل السلامة البيئية لتجنب وقوع الخطر وما يترتب عليها من مخالفات”.

د سعد الدهلوي (2)

وأوضح أنه يمكن تحفيز الناس على المشاركة الفعّالة في حماية البيئة. إضافةً إلى ذلك، يمكن إجراء حملات توعية مستمرة لتشجيع الالتزام والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية مثل منع الاحتطاب وإشعال النيران من أجل تحقيق استدامة بيئية للأجيال الحالية والمستقبلية.




اكتشاف المزيد من موقع UZ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *