مؤتمر “المرأة في الإسلام” يناقش تحديات تمكين المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة

مؤتمر “المرأة في الإسلام” يناقش تحديات تمكين المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة


تواصلت اليوم الأربعاء أعمال المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام «المكانة والتمكين» الذي تنظمه الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، وتستضيفه المملكة العربية السعودية في مدينة جدة.

وبدأت أعمال اليوم الثاني بالجلسة الثالثة “المرأة المسلمة في الإطار الخليجي والعربي والإسلامي” حيث تناولت رئيسة هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية، الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري، دور مؤسسات حقوق الإنسان وهيئاتها الوطنية في مكافحة التمييز ضد المرأة في التشريعات والتطبيقات، موضحة أنَّ حقوق المرأة شهدت تطورات كبيرة على المستوى العالمي في القرنين الماضيين، ما دفع إلى إنشاء منظمات حقوقية عالمية ومحلية للدفاع عن حقوق الإنسان عمومًا وعن حقوق المرأة خصوصًا.

حقوق المرأة

أشارت المديرة التنفيذية للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتورة نورة الرشود، إلى أنَّ المرأة على المستوى العالمي نالت الكثير من حقوقها بعد المراجعات العميقة لحقوقها في العديد من المجتمعات، وذلك بسبب عملية التحديث التي اندرجت فيها أغلب دول العالم في خلال العقود الأخيرة، مؤكدة أنَّ مؤشر تنمية المرأة في الدول الإسلامية يشهد تطورًا ملحوظًا ومطردًا.

وقالت رئيسة اللجنة الوطنية للسكان والتنمية في طاجيكستان، خايرينيسو يوسفي، إنَّ مسألة مواءمة المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق المرأة مع القوانين والتشريعات المحلية في العالم الإسلامي أصبحت قضية ملحة، مشددة على أنَّ تحقيق هذا التوازن أمر بالغ الأهمية لضمان احترام حقوق المرأة دون المساس بالقيم الثقافية والدينية للدول ذات الأغلبية المسلمة.

المؤتمر يواصل جلسات المناقشة لتمكين المرأة- اليوم

وخلال الجلسة الرابعة ”المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة..الفرص والتحديات“ تطرَّقت وزيرة الدولة السابقة للشؤون الخارجية في باكستان هينا رباني خار، إلى حضور المرأة المسلمة في المجال الدبلوماسي، واستعرضت بعض التحديات والفرص التي تواجه المرأة المسلمة التي تتطلع للمشاركة النشطة في العمل الدبلوماسي.

وأوضحت أنَّ مشاركة المرأة المسلمة في الدبلوماسية محدودة تاريخياً، إلا أنَّ التحول بدأ يظهر تدريجياً مع سعي المزيد من النساء المسلمات إلى العمل في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية.

تمكين المرأة في العالم الإسلامي

تناولت مدير عام مركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية «سيسرك»، زهراء زمرد، سلجوق مسألة مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والحياة العامة في بلدان منظمة التعاون الإسلامي وأبرز التحديات التي تواجهها، وذلك من خلال النظر في أحدث البيانات والإحصاءات المتاحة.

وأكدت أن العديد من البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قطعت أشواطاً كبيرة في مسار تطوير السياسات والبرامج الوطنية لتمكين المرأة، وذلك بالحرص على ضمان ممارسة حقها في تلقي التعليم والحصول على فرص عمل لائقة والولوج إلى مختلف الخدمات والموارد والمشاركة في صنع القرار.

واعتبرت الناشطة الحقوقية والرئيسة السابقة لجمعية الهلال الأحمر الأفغانية، فاطمة جيلاني، أنَّ التعايش بين التقاليد المحلية المتجذرة ومبادئ الإسلام يشكل تحدياً معقداً، في دول مثل أفغانستان.

وأضافت أنه في حالات مثل المشكلة الحالية المتعلقة بتعليم المرأة وعملها في أفغانستان، فمن الواضح أنَّ هذه القضية في الواقع ليست من أسس الإسلام، وتتناقض مع التوجيه القرآني ”اقرأ“ العام والشامل لكافة أفراد المجتمع، داعية العلماء البارزين في العالم الإسلامي إلى الاضطلاع بدور محوري في تحرير المرأة من هذا السجن غير المرئي.

المساواة بين الجنسين

خلال جلسة العمل الخامسة والأخيرة ”آفاق تمكين المرأة المسلمة في التعليم والعمل“ أوضحت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، روزا أوتونباييفا، أنَّ الأمم المتحدة تلعب دوراً محورياً في الدعوة إلى المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، لا سيما في مجالي التعليم والعمل.

وأكدت أنَّ الأمم المتحدة دعت باستمرار إلى التعليم الشامل والمنصف، مشددة على الحاجة إلى القضاء على الفوارق بين الجنسين في الحصول على التعليم.

وتطرَّقت الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية الدكتورة ميمونة الخليل، إلى مسألة ”المتطلبات التشريعية لتمكين المرأة في التعليم والعمل“.

واعتبرت أن تمكين المرأة في مجالي التعليم والعمل يعد أهم محور في الجهود الدولية لتمكين المرأة، كونهما أهم مؤشرات الاندماج الفعال للمرأة في المجتمع، فالتعليم يمكنها من مهارات التواصل والانفتاح والمساهمة الإيجابية ويسلحها بالمعرفة، والعمل يفتح لها باب ممارسة هذه المعرفة وتفعيل المهارات التي اكتسبتها طيلة مراحل تعلمها.

وحثَّت الخليل المهتمين في مجال التمكين في الدول الإسلامية على الأخذ بعين الاعتبار بعض المتطلبات التشريعية التي يجب مراعاتها أثناء المراجعة القانونية والحقوقية لقوانين المرأة، مقدمة نموذجاً عملياً لهذه المتطلبات من خلال تجربة المملكة العربية السعودية التي نفذت حكومتها وأجهزتها المتخصصة مراجعات شاملة لقوانين المرأة بما يتوافق مع رؤية 2030 التي أولت للمرأة أهمية كبرى.




اكتشاف المزيد من موقع UZ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *