وأوضح المختصون في حديثهم لـ “اليوم”، بمناسبة اليوم العالمي للتوحد الموافق 2 أبريل، بأن هناك تحديات جوهرية تواجه “التوحديون” في سوق العمل منها الاتجاهات السلبية من قبل أصحاب العمل، وضعف الوعي المجتمعي، والنظرة السلبية من قبل الوالدين.
وعي أهالي أطفال التوحد
وأضافت: “نشهد في الآونة الأخيرة تقدم في مستوى وعي الأهالي وحرصهم على تنمية مهارات أبنائهم، وهذا ما يسعى الجميع تحقيقه في ظل التطلعات لتحقيق رؤية 2030”.
ولفتت “الجزاع” إلى أن التطور الملحوظ على الأهالي وإيمانهم بقدرات أطفالهم جعل هذا الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع وأفراده، حيث نرى أن قضية التوحد أصبحت قضية مجتمعية تسعى فيها جميع فئات المجتمع متكاتفة لتذليل العقبات والصعوبات، ولازالت الجهود والأبحاث مستمرة لتحقيق مستهدفات هذه الفئة.
الدمج يحتاج للجهد والصبر
وقالت أخصائية التربية الخاصة سلمى الدريس: “الثاني من إبريل يومًا عالميًا للتوعية باضطراب طيف التوحد وهو اضطراب عصبي يؤثر على تطور الدماغ، ويُسبب صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوكي، وكل عام تحتفي الجمعيات والمنظمات بهم لتأكيد وتعزيز حقوق الأفراد على مستوى متساوي مع الآخرين، وتكمن أهمية هذا اليوم في رفع مستوى الوعي العام بهذا الاضطراب”.
ويمثل التدخل المبكر تأثيرًا بالغ الأهمية على الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب فيمكنهم بإذن الله من تخطي صعوبات التواصل و ييسر لهم الاندماج، وذلك طريق العلاج السلوكي وتدريبات التواصل وغيرها ، ويعد التدريب هو مشوار الألف ميل الذي يبدأ بخطوة واحدة، تتطلب جهد وصبر ولكنها في النهاية تثمر بنتائج قيمة وثمينة.
وأكدت أن تقبل المجتمع لهذا الاختلاف سيساعد بشكل كبير على تقبل ذوي اضطراب طيف التوحد وبالتالي يتاح لهم التمكين لنصنع مجتمع شامل للجميع، ويجب أن نتحد من أجل ذوي اضطراب طيف التوحد وان نتقبل وجودهم تقبلًا غير مشروط؛ ابتداءً بفهم ماهية الاضطراب ووصولًا لإيجاد وسيلة تواصل مشتركة.
تحديات العمل لذوي التوحد
وأضاف: “يمكن أن تكون هناك فرص كبيرة لتعزيز توظيفهم وتحسين فرصهم في النجاح في بيئة العمل إذا تم تقديم الدعم المناسب وتغييرات في السياسات والثقافة المؤسسية”.
وبحسب “القحطاني” هناك العديد من التحديات التي تواجه ذوي اضطراب طيف التوحد في سوق العمل منها الاتجاهات السلبية نحو ذوي اضطراب طيف التوحد من قبل أصحاب العمل، وضعف الوعي المجتمعي، والنظرة السلبية من قبل الوالدين بأن ابنهم غير قادر على العمل.
وأوضح أن تجاوز هذه التحديات يتطلب تفعيل مراكز التأهيل المهني بشكل أكبر والاهتمام بالميول منذ سن مبكر لدى ذوي اضطراب طيف التوحد والاهتمام بالخدمات النفسية والاجتماعية والصحية والترفيهية، وتفعيل الدور الاعلامي والتوعوي تحديدًا لكل الأطراف بالمجتمع، ورفع الحوافز للعاملين مع ذوي اضطراب طيف التوحد ارتباطًا بالإنتاج والأداء، ويجب تفعيل منصة تجمع ذوي اضطراب طيف التوحد وذي الاعاقة بشكل عام بالمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لتوفير الفرص الوظيفية.