وأوضح أقدم متحدث رسمي في القطاعات الحكومية في حوار لـ”اليوم”، أن تجربة استقطاب الإعلاميين من وسائل الإعلام وتعيينهم كمتحدثين رسميين في القطاعات الحكومية لم تنجح، وأن أبناء القطاعات المتخصصين قادرين على تقديم الصور الإعلامية بشكل أفضل لكافة شرائح المجتمع.
كيف كانت البداية في تغطية أعمال الحج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؟
كانت البداية كمتحدث رسمي في عام 2010، وقبلها كنت أعمل في عدد من وسائل الإعلام لمتابعة الأخبار الصحفية والتقارير المعنية بالحج لسنوات عدة، وتجربتي كمتحدث رسمي في الحج تجربة ثرية ومهمة مرت بمنعطفات وأحداث مرتبطة بالطقس والمناخ أيضا كانت ذات اهتمام كبير وغيرت مجرى التعامل مع معلومات الطقس والمناخ في موسم الحج والمملكة بشكل عام.
متى كانت بداية الاهتمام من المجتمع بمعلومات الطقس؟
كارثة سيول جدة عام 2009 بهطول الأمطار والسيول المنقولة، والتي أثرت على شرق مدينة جدة، وما صاحبها من أحداث مأساوية كانت البداية، وأثرت بشكل كبير على اهتمام الجهات المعنية ووسائل الإعلام بمعلومات الطقس والمناخ.
وفي حج عام 2010 كنت وقتها المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وكنت معني بالرد على استفسارات وسائل الإعلام والمتابعة مع الجهات المعنية في إعداد التقارير أو البيانات المرتبطة في معلومات الطقس المقدسة، وشهد هذا العام إقبال غير مسبوق على معلومات الطقس والتعرف على كيفية قياس عناصر الطقس، وكيف يتم التعامل معها وما هو الدور الذي تقوم به الأرصاد في هذا الجانب وشكل لنا رغبة ومهمة توعية بأهمية معلومات الطقس.
كيف كان الاهتمام والتعامل مع وسائل الإعلام بعد عام 2009؟
كان الاهتمام كبير من وسائل الإعلام ووصلت الردود إلى أكثر من 200 رد سواء بمداخلة أو الرد على استفسارات ومقابلات وردود صحفية وبيانات، ومن بعد هذا المنعطف شكل وجود الأرصاد جزء مهم في أعمال الحج خاصة للجهات المستفيدة وأيضًا لوسائل الإعلام، حيث بدأ مركز الأرصاد في تطوير الأداء الإعلامي بتجهيز مراكز إعلامية مرتبطة بأعمال الحج في مشعر منى، ثم بدأ بعقد المؤتمرات الصحفية للإعلان عن حالة المشاعر وأصبح اهتمام المجتمع المحلي كبير بمعلومات خاصة مع تزايد الظواهر الجوية التي وصلت على المملكة في السنوات ما بعد 2009.
وكان للأرصاد اهتمام سواء كان الجهات الحكومية أو من وسائل الإعلام المحلية وحتى المعلومات الصادرة من الأرصاد كانت تجد اهتمام كبير في وسائل الإعلام.
نقاط تحول للوعي بالطقس
أبرز الظواهر الجوية التي شكلت منعطفات مهمة للأرصاد وتوقعاته؟
عام 2009 كان عام مفصلي في الاهتمام بمعلومات الطقس في الحج، وبعدها شهدت المشاعر المقدسة ومكة المكرمة أحداثًا ساهمت بشكل كبير في تزايد الاهتمام بالطقس من كافة شرائح المجتمع، حيث شهد عام 2015 سقوط الرافعة المؤسف والذي شكل تزايدًا غير مسبوق من الجهات المعنية بمعلومات الطقس والاحترازات المرتبطة بها بشكل كبير.
وفي عام 2018 كانت الرياح النشطة القوية على مشعر عرفات وأثرت على المسجد الحرام بانكشاف ثوب الكعبة بسبب الرياح وكان تفاعل الأرصاد معها بشكل كبير بالمعلومات وأصبح لدى الأرصاد حزمة من الخدمات المقدمة سواء كانت الإعلامية أو الخدمات المرتبطة بالأرصاد، وهذه الأحداث وغيرها عززت من دور ومكانة الأرصاد باعتباره جزء مهم مهمة من الخطط في موسم الحج وطوال العام.
كيف يتم التعامل مع الظواهر الجوية وآلية الإعلان عنها؟
المركز الوطني للأرصاد له دور مهم في الإعلان عن الظواهر الجوية من خلال آليات عمل تبدأ بعمل تنويه استباقي قبل الحالة بمدة تزيد عن الأسبوع، وتقارير مناخية وبعدها متابعة بتمرير المعلومات للجهات المختصة عن الحالة الجوية لعمل الإجراءات المناسبة لكل جهة.
ارتفع الوعي من الجميع بكيفية التعاطي مع المعلومات الصادرة من المركز وخصوصًا في موسم الحج، وتنظيم مواعيد خروج الحجاج لأداء مناسكهم حفاظاً على سلامة الحجاج من ارتفاع درجات الحرارة.
كيف كان تعاملكم مع القطاعات الحكومية في موسم الحج؟
لدينا تكامل وتناغم مع كافة الجهات وخصوصًا مع وزارة الصحة، والتي بدأنا معها منذ وقت مبكر بتعاون مشترك في متابعة أحوال الطقس بتقديم النشرات لكافة الجهات والتي كان لها أثرًا في حماية ضيوف الرحمن خصوصًا في درجات الحرارة العالية، والتي أثمرت بشكل كبير مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة.
كيف ترى علاقة المركز مع وسائل الاعلام؟
علاقة المركز الوطني للأرصاد مع الوسائل الإعلامية في أفضل حال، حيث أصبحت المعلومات الأرصادية موجود في كافة الوسائل الإعلامية لإيصالها لكافة شرائح المجتمع من خلال النشرات الإخبارية في كافة الوسائل، إضافة إلى أن المركز لديه مركز إنتاج إعلامي ضخم يسهل وصول المعلومات لكافة الجهات بطرق سهلة وبسيطة.
هواة الطقس لم يكن لهم حضور هذا العام في إصدار توقعات غير دقيقة.. ما تعليقك؟
لا يوجد نظام في المركز الوطني للأرصاد يمنع هواة الطقس من ممارسة هواياتهم، ولكنه يمنع أن يصدر الهواة تنبيهات أو تحذيرات للمجتمع، وتقديم معلومات معنية بالطقس وهذا فيه إخلال بالنظام، والمركز أصبح قريب من الجميع من خلال المنصات الخاصة بالأرصاد التي تعمل على مدار الساعة، ويعتبر المركز من الجهات الموثوقة على مستوى العالم من خلال الدور المتميز والقدرات البشرية الخبيرة والتقنيات الحديثة ولدينا القدرة الكاملة على تقديم المعلومات بدقة عالية للمجتمع.
بحكم خبرتك كأقدم متحدث رسمي كيف ترى تجربة المتحدثين الرسمين في القطاعات الحكومية؟
أقدم شكري لجميع المتحدثين في كافة القطاعات الحكومية والخاصة ولهم أدوار إيجابية ومميزة في تجربة المتحدث الرسمي للجهات الحكومية، ولي وجهة نظر في هذا الجانب بأن المتحدثين الرسميين يجب أن يكونوا من داخل المنشأة وليس باستقطاب إعلاميين مهما كانت خبراتهم الإعلامية، كون أبناء المنشاة لديهم الخبرات الكبيرة والمعلومات التي تؤهلهم للحديث عن المنشاة بشكل أفضل، وأن يكون لدى المتحدث المصطلحات الفنية وإلمام بالجانب التاريخي للمنشأة، والبيانات الصحفية ليست كل ما يقوم به المتحدث وهي جزء من العمل ويجب أن يكون التواصل مستمر مع الصحفيين من وسائل الإعلام، ومن المعيب أن يقدم المتحدث معلومات عن المنشأة التي يعمل بها لا تحمل الطابع العلمي والعملي والفني المرتبط بالمنشأة والدليل أن أغلب المتحدثين الناجحين في الكثير من القطاعات هم من العاملين في تلك المنشأة مثل وزارة الصحة ووزارة الدفاع وقوات التحالف وغيرها، والمتحدث المتخصص أقرب إلى النجاح من الإعلامي غير المتخصص.
كلمة أخيرة؟
أشكر جريدة “اليوم” التي تعد من الصحف العريقة المتميزة والتي تمتلك أدوات وخبرات متميزة وهي جزء من الإعلام النخبوي الذي واكب مسيرة التنمية في المملكة.
اكتشاف المزيد من موقع UZ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.